للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: اتق الله؛ فإني أخاف أن تكون شيطاناً.

قال: فشققت الهواء لأريه آية، فجعل يقول: باطل، {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: ١٣٩]، أو كما {مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: ٨١].

فقلت: إن الله لا يريده لذلك.

وقلت: لو أعطى الله أحدًا بالجد والاجتهاد -يعني: من غير معونة وتوفيق- لأعطى هذا (١). رواه أبو الحسن بن جهضم.

فتأمل كيف حجب هذا المسكين رأيه وحسن ظنه برأيه عن التماس بركة الخضر عليه السلام، بل حمله على سوء الظن فيه وجره إلى الحرمان!

وكثير من المتعبدين يحجبون عن أسرار أولياء الله تعالى ومكاشفات العارفين لاشتغالهم بالعبادة وتعلقهم بها.

قال سهل بن عبد الله رحمه الله تعالى: إن الله تعالى يطلع على أهل


(١) قال الألوسي في "روح المعاني" (١٥/ ٣٢١): فارق الخضر موسى بن عمران كليم الرحمن ولم يصاحبه وقال: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [الكهف: ٧٨] فكيف يرضى لنفسه بمفارقة مثل موسى عليه السلام، ثم يجتمع بجهلة العباد الخارجين عن الشريعة الذين لا يحضرون جمعة ولا جماعة ولا مجلس علم وكل منهم يقول: قال لي الخضر، جاءني الخضر، أوصاني الخضر، فيا عجباً له يفارق الكليم ويدور على صحبة جاهل! لا يصحبه إلا شيطان رجيم، سبحانك هذا بهتان عظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>