وفي الوَقْتِ نَفْسِه عَدَّ بَعْضُ المُؤَلِّفين القُدَمَاء مَا ذَكَرَه النَّدِيمُ فِي تَرْجَمَةِ الدَّاعِي إلى الله الإمام النَّاصِر إلى الحَقِّ الحَسَن بن عليّ [٦٨٠:١] من زَعْم بعض الزَّيْدِيَّة أَنَّ له نَحْوًا من مئة كتابٍ لم يَتَمَكَّن من رُؤيَتِها، ثم قَوْلُه:"فَإِنْ رَأَى نَاظِرٌ فِي كِتَابِنَا شَيْئًا منها ألحقها بموضِعِها إِنْ شَاءَ الله تعالى"، دَعْوَةً عَامَّةً لمن يُطَالِعُ الكِتَابَ ويَعْرِفُ شَيْئًا من الأسْمَاءِ أو التَّوَارِيخ أو العَنَاوِين التي بَيَّضَ لها النَّدِيمُ في سَائِر المقالات أنْ يُضِيفَها إلى الكِتاب.
وجَاءَت كلُّ هذه الزِّيَادَات والإضافات التي وَصَلَت إلينا في المقالات الأربع الأُولى للكتاب، ورَغْمَ أَنَّ حَجْمَ هذه الفَرَاغات في المقالات الأَرْبَعِ الأَخِيرَةِ يَفُوقَ مثيلاتها في المقالات الأولى، فلم يَسْتَدْرك عليها أَحَدٌ شَيْئًا أَو يُحَاوِل إِتْمَامَها.
وأُرجح أنَّ هذه الزَّيَادَات تَرْجِعُ جَمِيعُها، أو أغْلَبُها، إلى الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن الحسين المَغْرِبي، المتوفى سنة ٤١٨ هـ /١٠٢٧ م، الذي أعَدَّ نُسْخَةً أَضَافَ إليها هذه الزِّيَادَات (ما وَصَلَ إلينا منها يَشْتَمِلُ فقط على المقالات الأرْبَع الأولى)[٣:١ - ٥٥١] وَقَفَ عليها ياقوت الحموي وأشار إليها في كتابه "مُعْجَم الأدباء" بالصيغ التالية: "نَقَلْتُ من زِيَادَاتِ الوَزِير المَغْرِبي في فهرست ابن النديم"[١٠٤:١٨]، و "قَرَأْتُ في كِتَابِ الفِهْرِسْت الذي تَمَّمَهُ الوَزِيرُ الكامل أبو القاسم المغربي ولم أجد هذا في النُّسْخَة التي بخَطّ المُصَنِّف"[٣١٧:١٦ - ٣١٨](١).
وتُمَثِّلُ نُسْخَةُ الوَزِير أبي القَاسِم المغربي الأصْلَ الذي نقلت عنه عائلةُ النُّسَخ التي تمثِّلُها نُسْخَةُ المكتبة الوَطَنِيَّة في باريس رقم ٤٤٥٧. BnF ar، المُشْتَمِلَةُ الآن فقط على المقالاتِ الأرْبَع الأولى للكتابِ [انظر وضف النسخة فيما يلي ١٣٦ - ١٣٨]، بالرغم من أنَّ ما نَسَبَهُ إليه يَاقُوتُ لا يُوجَدُ في هذه النُّسْخَة.
(١) راجع كذلك ما كتبه برجستراسر عن مصادر ياقوت الحموي في معجم الأدباء BERGSTRASER G. (١٩٢٤)، Die Quellen von Jâqut's Irsâd"، ZS II" pp. ١٨٥ - ٨٦.