للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من كلِّ الحيوان الذي يَقْدِرُون عليه من ذَوَات الأرْبَع والطَّيْر، بين يَدَيّ هذه القُبَّة، ويَقُولُون هذه ذَبَائِح إلهَتِنَا بَلْتَى، وهي الزُّهْرَة، يَفْعَلُون ذلك سَبْعَة أَيَّام. ويَحْرِقُون أيْضًا في هذه الأيَّام إحْرَاقات كَثِيرَة من الحَيَوَان للآلِهَة والإلَهَات المسْتُورَات البَعِيدَة النَّائِيَة ونَبَات الماء.

وفي ثلاثين يومًا منه، رأس شَهْر رَئِيس الحَمْد يَجْلِس في هذا اليَوْمِ الكُمُرُ على مِنْبَرٍ مُرْتَفِع يَصْعَدُ إليه تِسْع مَرَاقٍ ويَأخُذ في يَدِه قَضِيبًا من طَرْفَاء، ويَمُرُّ به سَائِرُهم فيَضْرِبُ كُلَّ وَاحِدٍ منهم ثَلاثَة بالقَضِيب أوْ خَمْسَة أَوْ سَبْعَة، ثم يَخْطُبُ خُطْبَةً لهم يَدْعُو فيها لجَمَاعَتِهِم بالبَقَاء وكَثْرَةِ النَّسْل والإمْكانِ، والعُلُوّ على جَمِيعِ الأُمَمَ، ويَرُدّ دَوْلَتَهُم وأَيَّامَ مُلْكِهِم إليهم، وبخَرَابِ مَسْجِد الجَامِع وبخَراب كِنِيسَةِ الرُّوم والسُّوقِ المَعْرُوفَة بسُوقِ النِّسَاء، لأنَّ هذه المَوَاضِع كانت فيها أَصْنَامُهُم فقَلَعَها مُلُوكُ الرُّوم لمَّا تَنَصَّرُوا، وبإقَامَة دِين عَزُوز التي كانت في مَوَاضِع هذه الأشْيَاء التي وَصَفْنا. ثم يَنْزِلُ عن المِنْبَرِ فَيَأْكُلُونَ من الذَّبَائِح ويَشْرَبُون، ويَأْخُذُ الرَّئيسُ من كلِّ رَجُلٍ في هذا اليَوْم لَبَيْتِ مَالِهِم دِرْهَمين.

كَانُونُ الثَّاني

في أَرْبَعَة وعِشْرِينَ يَوْمًا منه، ميلادُ الرَّبِّ الذي هو القَمَرُ، يَعْمَلُون فيه سِرًّا للشَّمَال، ويَذْبَحُونَ الذَّبَائِحَ ويَحْرِقُونَ ثَمانِين حَيَوَانًا من ذَوَاتِ الأرْبَع والطَّيْر، ويَأكُلُون ويَشْرَبُونَ ويُوقِدُونَ الدَّاذِي، وهو قُضْبَانُ الصَّنَوْبَر، للآلِهَة والإلَهات.

شُبَاط

يَصُومُونَ فيه سَبْعَة أَيَّام، أوَّلُها يوم التَّاسِع منه، وهذا الصَّوْمُ للشَّمْس، وهى الرَّبّ العَظِيم رَبّ الخَيْر، ولا يأكُلُونَ في هذه الأَيَّام شَيْئًا من الزَّفَرَ ولا يَشْرَبُونَ الخَمْرَ ولا يُصَلُّونَ إِلَّا للشَّمَالِ والجِنَّ والشَّيَاطِين.