للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولفظ الترمذي (١) [١٢٦ ب]: "أنه خرج على عبد الله بن الزبير وابن صفوان حين رأوه فقال: اجلسا ... " الحديث، إلاَّ أنه قال: "الرِّجال" عوض "الناس" وقال: "يتمثل".

واعلم أنّ للحديث طرقاً أخرى أخرجها البخاري في كتاب "الأدب المفرد" (٢) عن أبي مجلز، وأخرجها أبو داود والترمذي، ولفظ أبي مجلز: "خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .... " وذكر الحديث.

وأمّا الترمذي (٣) فأخرجه من رواية سفيان الثوري عن حبيب ولفظه: "خرج معاوية فقام عبد الله بن الزبير وابن صفوان حين رأوه فقال: اجلسا .. " ثم ذكر الحديث.

فاختلفت الروايتان.

قال الحافظ ابن حجر (٤) في ترجيح رواية غير سفيان الثوري: أنّ سفيان وإن كان من جبال الحفظ إلاّ أنّ العدد الكثير وفيهم مثل شعبة أولى، بكون روايتهم محفوظة من الواحد، وقد اتفقوا على أنّ ابن الزبير لم يقم، وأمَّا إبدال ابن عامر بابن صفوان فسهل لاحتمال الجمع بأن يكونا معاً وقع لهما ذلك.

قال الخطابي (٥): معنى الحديث: من أحبّ أن يقام له بأن يلزمهم بالقيام له صفوفاً على طريق الكبر والنخوة.


(١) تقدم نصه.
(٢) رقم (٧٤٨).
(٣) تقدم نصه وتخريجه.
(٤) في "الفتح" (١١/ ٥٠).
(٥) في "معالم السنن" (٥/ ٣٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>