للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصححه ابن حبان (١) من وجهين، عن الشعبي: أن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الخمر من العصير والزبيب، والتمر، والحنطة، والشعير، والذرة، وإني أنهاكم عن كل مسكر".

وأخرجه أبو داود (٢) من وجه آخر عن النعمان بلفظ: "إن من العنب خمراً، وإن من التمر خمراً، وإن من العسل خمراً، وإن من البر خمراً، وإن من الشعير خمراً" وسيأتي للمصنف قريباً، والتي قبلها (٣) فيها "الزبيب" دون "العسل" والكل مقبول؛ لأنه زيادة عدل.

قوله: "والخمر ما خامر العقل". أقول: أي: غطاه أو خالطه، ولم يتركه على حاله [٣٨٠/ أ].

قال الراغب في "مفردات القرآن" (٤): سمي الخمر لكونه خامراً للعقل، أي: ساتراً له. وهو عند بعض الناس اسم لكل مسكر، وعند بعضهم للمتخذ من العنب خاصة، وعند بعضهم للمتخذ من العنب والتمر، وعند بعضهم لغير المطبوخ، فرجح أن كل شيء يستر العقل يسمى خمراً حقيقة.

وقد أطال في "فتح الباري" (٥) نقل كلام الناس في مسمى الخمر إطالةً مملة. وأقول: بعد ثبوت حديث: "كل مسكر خمر" فالخمر كل ما أسكر حتى شمل الحشيشة، وثبت أن كل مسكر حرام.


(١) في "صحيحه" رقم (٥٣٥٨).
(٢) في "السنن" رقم (٣٦٧٦).
وأخرجه ابن ماجه رقم (٣٣٧٩)، وهو حديث حسن.
(٣) أخرجها أبو داود، وفي "السنن" رقم (٣٦٧٧).
(٤) (ص ٢٩٨ - ٢٩٩).
(٥) (١٠/ ٤٦ - ٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>