للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى تقدير أنها ليست بمسكرة فقد ثبت في سنن أبي داود (١) النهي عن كل مسكر ومفتر وهو بالفاء.

قوله: "ومن شرب الخمر في الدنيا [٣٧٩/ أ] فمات وهو يدمنها، لم يتب منها، لم يشربها في الآخرة"، أقول: لفظ البخاري (٢): "ومن شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة".

ولفظ المصنف نسبه ابن الأثير (٣) إلى مسلم (٤).

قال الخطابي (٥) والبغوي في "شرح السنة" (٦): معنى الحديث لا يدخل الجنة؛ لأن الخمر شراب أهل الجنة، فإذا حرم شربها دلَّ على أنه لا يدخل الجنة.

وقال ابن عبد البر (٧): هذا وعيد شديد يدل على حرمانه دخول الجنة؛ لأن الله تعالى أخبر أنَّ في الجنة أنهاراً من خمر لذة للشاربين، وأنهم لا يصدّعون ولا ينزفون، فلو دخلها وعلم أن فيها خمراً وأنه حرمها [٢٥٨ ب] عقوبةً له، لوقع له الهم والحزن والجنة لا هم فيها ولا حزن، وإن لم يعلم بوجودها في الجنة، ولا أنه حرمها عقوبةً له، لم يكن عليه في فقدها ألم، فلهذا قال بعض من تقدم: إنه لا يدخل الجنة أصلاً.


(١) في "السنن" رقم (٣٦٨٦)، وهو حديث ضعيف.
(٢) في "صحيحه" رقم (٥٥٧٥).
(٣) في "الجامع" (٥/ ٩٨ - ٩٩).
(٤) في "صحيحه" رقم (٧٧/ ٢٠٠٣).
(٥) في "معالم السنن" (٤/ ٨٦).
(٦) (١١/ ٣٥٥).
(٧) في "التمهيد": (١٤/ ١٥٠ - الفاروق).

<<  <  ج: ص:  >  >>