للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "الجَامِع" (١) هو المؤلف (٢) بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات، أما جمعه المتماثلات؛ فإنه مثل جمعه الخلق الكثير من الإنس على ظهر الأرض، وكحشره إياهم في صعيد القيامة، وأما المتباينات فكجمعه بين السماوات والكوكب والهواء والأرض والبحار والحيوانات والنبات والمعادن المختلفة، كل ذلك متباين الأشكال والألوان والطعوم والأوصاف، وقد جمعها في الأرض، وجمع بين الكل في العالم وكذلك جمعه بين العظم [٤٦٠ ب] والعصب والعرق والعضلة، والمخ والبشرة والدم وسائر الأخلاط في بدن الحيوان.

وأما (٣) المتضادات فكجمعه بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة في أمزجة الحيوانات، وهي متنافرات ومتعاندات وذلك أبلغ وجوه الجمع وتفصيل جمعه لا يعلمه إلا هو، واعلم أن بعد الجامع في سردها.

قوله: "الغَني (٤) المغْنِي" وأهمل المصنف شرحهما.


(١) قال القرطبي في "الأسنى" (١/ ٤٧٨): نطق به القرآن مضافاً فقال تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ (٩)} [آل عمران: ٩].
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (١٤٠)} [النساء: ١٤٠].
وقال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ (٩)} [التغابن: ٩].
انظر: "شأن الدعاء" (ص ٩٢).
(٢) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٥٤ - ١٥٥).
(٣) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٥٥).
(٤) الغِنى صفة ذاتية ثابتة لله - عز وجل - بالكتاب والسنة، و (الغني) من أسماء الله تعالى.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: ٢٨]. =

<<  <  ج: ص:  >  >>