وقوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨)} [الضحى: ٨]. الدليل من السنة: ما أخرجه البخاري رقم (٢٧٩) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "بينا أيوب - عليه السلام - يغتسل عرياناً ... فناداه ربه - عز وجل -: يا أيوب! ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى وعزتك ... ". وأخرج مسلم في صحيحه رقم (٢٩٨٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك ... ". قال الهراس في "شرح النونية" (٢/ ٧٤): ومن أسمائه الحسنى (الغني)، فله سبحانه الغنى التام المطلق من كل وجه؛ بحيث لا تشوبه شائبة فقر وحاجة أصلاً، وذلك لأن غناه وصف لازم له لا ينفك عنه؛ لأنه تقتضي ذاته، وما بالذات لا يمكن أن يزول، فيمتنع أن يكون إلا غنياً كما يمتنع أن يكون إلا جواداً محسناً براً رحيماً كريماً. انظر: "تحفة الأحوذي" (٩/ ٣٤٣)، "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" (١/ ٥٤٢). (١) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٥٤ - ١٥٥). (٢) كذا في (أ. ب)، وفي "المقصد الأسنى" (ص ١٥٥): "فأما فقد الحاجة فلا". انظر: "شرح أسماء الحسنى" (٣٤٤ - ٣٤٥).