٢ - وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١]. ٣ - وقوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: ١]. الدليل من السنة: ١ - حديث عائشة - رضي الله عنها - في قصة المجادلة وقولها: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات". رواه البخاري تعليقاً (١٣/ ٣٧٢)، والنسائي وابن ماجه وأحمد وابن أبي عاصم في "السنة" (٦٢٥). ٢ - حديث عائشة - رضي الله عنها -؛ أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد؟ فقال: "لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ... (وفي الحديث): فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمَّد! إن الله قد سمع قول قومك، وأنا ملك الجبال ... "، رواه البخاري (٣٢٣١)، ومسلم (١٧٩٥). فأهل السنة والجماعة يقولون: إن الله سميع بسمع يليق بجلاله وعظمته، كما أنه بصير ببصر، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١]. قال أبو الحسن الأشعري في "رسالة إلى أهل الثغر" (ص ٢٢٥): "وأجمعوا على أنه - عز وجل - يسمع ويرى". وقال الحافظ ابن كثير في رسالته "العقائد": "فإذا نطق الكتاب العزيز ووردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضا والسخط والحب والبغض والفرح والضحك؛ وجب اعتقاد حقيقته؛ من غير تشبيه بشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ من غير إضافة، ولا زيادة عليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، وإزالة لفظ عما تعرفه العرب وتصرفه عليه، والإمساك عما سوى ذلك". انظر: "علاقة الإثبات والتفويض" (ص ٥١) لرضا نعسان معطي. (١) انظر: "شأن الدعاء" (ص ٥٩ - ٦٠)، "شرح القشيري لأسماء الله الحسنى" (ص ١٢٧ - ١٢٨)، "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص ٢٤٦ - ٢٤٧).