قلت: واللَّه حسبي ونعم الوكيل: لعل المحل الموفي عددَ خمسين؛ هو الآية الأخيرة من سورة الفرقان -تجاوزت محلَّها خطأً- وهي قوله تعالى:{فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} الآية [٧٧].
هذا؛ وظنِّي حَسَنٌ بطالب العلم المنصف غير المتعصِّب، والذي لا يطلب إلّا الحق، أنَّه بعدما يقف على هذا الوحي المتكرِّر النزول بمكة والمدينة، ويقف على أن الجمع بين الأدلة -التي استجلبها كلُّ طرف- ممكنٌ بحمل أدلة الفناء على الدرك المخصَّص لتطهير عصاة المؤمنين دون دركات النار المعدَّة سجنًا وعذابًا للمشركين؛ فإنَّ ظنِّي حَسَنٌ بأنَّه سوف يقتنع، والتَّوفيق بيد اللَّه يعطيه من شاء فضلًا ويمنعه من شاء عدلًا، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.