العقائدِ نثبت للَّه تعالى من الصِّفاتِ ما أثبتَ لنفسه في كتابه العزيز، أو أثبته له نبيُّهُ - صلى الله عليه وسلم - في سُنَّته الصحيحة إثباتًا يليقُ بجلاله، إثباتًا على غرار:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: ١١]؛ ولا نتعلَّقُ بمخلوقٍ، ولا نعتقد فيه إفادةً بنفعٍ أو رفع ضرّ.
وأخبرني أخي الشَّيخ محمَّد الأمين بن الحسين: أن الشَّيخ محمَّد عبد الله أخبره أن الشَّيخ الأمين قال للزاحم: "أما أنا فإني مثلكم فيما ذكرتُم في المعتقد". أو ما يؤدي هذا المعنى.
قال: وبعد مدَّة غير طويلة أُمِرَ الشَّيخ محمَّد الأمين -عليه رحمةُ اللَّه تعالى- بإلقاء دروس في تفسير كتاب اللَّه العزيز في المسجد النبوي الشريف على مؤسِّسهِ أفضلُ الصلاة وأزكى التسليم.
ولقد أخبَرَني -عليه رحمةُ اللَّه-: أنَّه قام بتفسير كتاب الله من فاتحته إلى {مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ} ثلاثَ مراتٍ، والحمد لله.
وكانت حلقة الشَّيخ محمَّد الأمين في المسجد النبوي تكاد تكون الوحيدة به؛ ذلك أنَّ أكثر المدرِّسين بالمسجد إذا جلس الشَّيخُ في حلقته التحقوا بها للاستفادة، وكان الشَّيخ قد ذكَرَ في بعض هذه الدُّروس أنَّ والدَيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل الفترة، وذَكَرَ ما يقوله أهل العلم في أهل الفترة.