يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: ٦٧] , وقال تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} الآية [البقرة: ٢١٩] , وانظر كيف يَنْهى عن الصَّرف فيما لا يحلُّ الصَّرف فيه:{فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}[الأنفال: ٣٦].
وأمّا المسألة السَّابعة: التي هي السِّياسة؛ فقد بيَّنَ القرآن أصولها وأنارَ معالمها وأوضح طريقها، وذلك أن السِّياسة -التي هي: مصدر ساسَ يسوسُ، إذا دَبَّر الأمور وأدار الشؤون- تنقسم إلى قسمين: خارجية وداخلية.
أمَّا الخارجيَّة فمدارُها على أصلين:
أحدهما: إعداد القُوَّة الكافية لقَمْع العدوِّ والقضاء عليه، وقد قال تعالى في هذا الأصل:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}[الأنفال: ٦٠].
والثَّاني: هو الوحدة الصَّحيحة الشَّاملة حول تلك القُوَّة، وقد قال تعالى في ذلك:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: ١٠٣] , وقال -عَزَّ وجلَّ-: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}[الأنفال: ٤٦].