الآن:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة: ٤] فيها قراءة أخرى، {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، فلا يسوغ أن تقرأ بين العوام:{مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، ليش؟ لأنك تُشَوِّش عليهم، ويعتقدون أحد أمرين ولا بد: إما أنك جاهل، وإما أن القرآن كُلٌّ يلعب به، يتلاعب الناس به، فلذلك لا تخرج عن القراءة الموجودة بين أيديهم.
ولقد أحسن المسلمون صنعًا أن صاروا يكتبون المصاحف على قراءة واحدة في الجهات، من أجل أن لا يحصل التشويش.
أفهمنا الآن؟ مَرَّ علينا من الأنواع المتعددة:
رفع اليدين عند التكبير إلى الكتفين، أو شحمة الأذنين، أو أطراف الأذنين، هذه واحدة.
كذلك أيضًا مَرَّ علينا وضع اليدين على الصدر، على السُّرَّة، تحت السرة، ولكننا قلنا: إنه لم ترد أحاديث صحيحة في هذا الباب، وأحسن ما وردت؟
طلبة: على الصدر.
الشيخ: أنها على الصدر.
هذه أيضًا أضفها إلى ما سبق وهي: دعاء الاستفتاح.
قال:(ثم يستعيذ)، يستعيذ، يعني يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وجوبًا أو استحبابًا؟ وجوبًا، على قول بعض العلماء؛ لقول الله تعالى:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[النحل: ٩٨].
وقيل: استحبابًا، وهذا هو المشهور من المذهب، أنه -أعني التعوُّذ- ليس بواجب عند القراءة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»(١٧).
والاستعاذة ليست من فاتحة الكتاب، لكن للقائل بوجوب الاستعاذة أحيانًا يقول: أنا لا أقول: إنها من الفاتحة، لكن أقول: لا تقرأ إلا مستعيذًا بالله في الصلاة وغيرها.
(ثم يُبَسْمِلُ سرًّا)، يُبَسْمِلُ وجوبًا أو استحبابًا؟
طلبة: وجوبًا، استحبابًا.
الشيخ: إن قلنا: إنها من الفاتحة فوجوبًا، وإن قلنا: ليست منها، وهو مذهب الإمام أحمد وأبي حنيفة ومالك فهو.