أقول في المثال: عشرة أولاد؛ خمس بنات وخمسة ذكور، ما دام هؤلاء العشرة موجودين فالوقف بينهم بالسوية، فإذا ماتوا فالوقف لأولاد البنين دون أولاد البنات، أولاد البنات ليس لهم شيء، ليش؟ لأن أولاد البنات لا يُنْسَبُون إلى الواقف، والواقف يقول: أولادي، وأولاد البنات ليسوا أولادًا له، صح؟ ولهذا لم يدخلوا في قوله تعالى:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} بإجماع المسلمين، يعني بالإجماع أن أولاد البنات لا يدخلون في عموم قوله تعالى:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}.
فالشرع يدل على أن أولاد البنات لا يدخلون في مسمى الأولاد، والواقف ماذا قال؟ قال: الوقف على أولادي، نحتاج نحط سبورة هنا علشان نكتب: وقف على أولادي، ولّا ما نحتاج؟ ! وقف على أولادي، نقول: أولاد البنات لا يدخلون في الأولاد، بدلالة الشرع ودلالة العُرف.
أما دلالة الشرع فلأن قوله تعالى:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} لا يتناول أولاد البنات بالإجماع، أليس كذلك؟ إذن فالشرع أخرج أولاد البنات من مسمى الأولاد.
وأما في العرف فقد قال الشاعر:
بَنُونَا بَنُو أَبْنَائِنَا وَبَنَاتُنَا
بَنُوهُنَّ أَبْنَاءُ الرِّجَالِ الْأَبَاعِدِ
الشاعر يقول:(بنونا بنو أبنائنا)، (بنونا) هذا فيه تقديم وتأخير في المبتدأ والخبر، (بنونا) خبر مقدَّم، و (بنو أبنائنا) مبتدأ مؤخَّر؛ لأن المقصود إلحاق بني الأبناء بالأبناء، لا العكس.
و(بناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد) مَثل: واحد فلان ابن فلان من بني تميم، زَوَّجَ ابنته فلان ابن فلان من هُذَيْل، أبناء بنته تميميون ولا هُذَلِيُّون؟
طلبة: هُذَلِيُّون.
الشيخ: إذن بعيد، (بنوهن أبناء الرجال الأباعد)، كيف يدخلون؟ عرفتم يا جماعة؟ إذن يدخل أولاد الأبناء ولا يدخل أولاد البنات بمقتضى دلالة الشرع ودلالة العُرف.