للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: أحسنت، تقول للصبي بعد الحول؛ لأنه واجدها، تمام.

ثم قال المؤلف رحمه الله: (ومن أخذ نعله أو نحوه ووجد موضعه غيره فلقطة)، قوله: (من أخذ نعله أو نحوه) كخفه أو عباءته أو ردائه أو شيء مما يختص به، ولكن وجد بدله في مكانه، وجد في مكانه شيئًا آخر بدله يقول المؤلف: إن هذا لقطة، مثاله رجل دخل المسجد ووضع نعله عند الباب، فلما خرج لم يجد نعله، لكن وجد مكانه نعلًا آخر، يقول المؤلف: إنه لقطة يعرفه، فإن جاء صاحبه وإلا فهو له بعد سنة، ونعله التي أخذت يخلف الله عليه، لا نقول: يكون النعل الموجود بدلًا عن النعل المفقود؛ لأنه جائز أن نعلك أخذه سارق وهذا النعل الذي وجدته نعل رجل آخر إذا أخذته جاء يدور نعله، فلذلك نقول: إن هذا لقطة.

وهذا يكثر عند أبواب المساجد؛ أنك ترى نعلًا وتفقد نعلك، فنقول: نعلك الذي فقدته يخلف الله عليك بدله، والنعل الذي وجدته لقطة؛ إن شئت اتركه، وإن شئت خذه وعرفه سنة كاملة، إن جاء ربه وإلا فهو لك. وظاهر كلام المؤلف العموم في كل صورة، ولكن أحيانًا يجزم الإنسان بأن نعله أخذ ووضع هذا بدله، مثل ألا يكون في المسجد إلا رجلان، وليس في المسجد نعال سوى نعليهما، والنعل المأخوذ أحسن من النعل الموجود، فهذا الرجل جلس يسبح ويقرأ وصاحبه الذي كان معه في المسجد خرج ووجد أن نعل صاحبه الذي في المسجد أحسن من نعله فأخذه ومشى، لما خرج الثاني وجد في مكان نعله نعلًا دون نعله، أقل من نعله، فهنا هل يمكن أن نقول: لعل هذا النعل لرجل ثالث أضاعه؟ لا نقول هذا، لماذا؟ لأنه ليس في المسجد إلا رجلان، وليس عند الباب إلا نعلان، وهذا شيء لا يتصور أن يكون لرجل ثالث.

<<  <  ج: ص:  >  >>