للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خَبَالًا} (١) وقال عمر: "لا تُؤَمِّنوْهُمْ وقد خَوَّنَهُم اللَّهُ، ولا تُقَرِّبُوْهمْ وقد أَبْعَدَهُمُ اللَّه، ولا تُعِزُّوْهُمْ وقد وقد أَذَلَّهُم اللَّه" (٢)، عدلًا؛ لأنه موضع أمانة، ويسن كونه حافظًا عالمًا؛ لأن فيه إعانة على أمره، وكونه حرًا خُرُوجًا من الخلاف، وكونه جيد الخط؛ لأنه أكمل، وكونه عارفًا، قاله في "الكافي" (٣) لئلا يفسد ما يكتبه بجهله، ويجلس بحيث يشاهد القاضي ما يكتبه؛ لأنه أمكن لإملائه عليه وأبعد للتُّهْمَةِ، ويجعل القاضي القِمَطْرَ -بكسر القاف وفتح الميم وسكون الطاء أعجمي مُعَرَّبٌ- وهو ما يجمع فيه القضايا (٤) مختومًا بين يديه ليحفظ عن التغيير، ويُسَنُّ حكمه بحضرة شهودٍ ليستوفي بهم الحقوق، وتثبت بهم الحجج والمحاضر (٥)، ويحرم عليه تعيين قوم بقبول الشهادة بحيث لا يقبل غيرهم لوجوب قبول شهادة من تثبت عدالته.

ولا يصح (ولا يَنفُذُ حُكْمُهُ) أي القاضي (على عَدُوّهِ) كالشهادة عليه بل يُفْتِيْ


(١) سورة آل عمران من الآية (١١٨).
(٢) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ١٠/ ١٢٦، بلفظ: "لا تُكرموهم إذْ أهانهم اللَّه، ولا تُدْنوهم إذْ أقصاهم اللَّه، ولا تَأتمنوهم إذْ خوَّنهم اللَّه" وصحَّح إسناده الألباني في الإرواء ٨/ ٢٥٥.
(٣) ٤/ ٤٤٤.
(٤) والقِمَطْرَ: من الفعل الرُّباعي: تقول: فلانٌ يمشي قِمَطْرًا أي: مجتمعًا، وكل شيء جمعته فقد قَمْطَرتَهُ، والقِمَطرُ والْقِمْطَرَة: ما تُصان فيه الكتب.
ينظر: المطلع ص ٣٩٨، ولسان العرب ٥/ ١١٧، والقاموس المحيط ٢/ ١٢١.
(٥) في الأصل: والمحاضرة.