للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد طرفيها الفرقدان، وفي الآخر الجدي، وحولها بنات نعشٍ (١) مما يلي الفرقدين تدور حولها، والقطب وراء ظهر المصلي بالشام وما حاذاها كالعراق، وخراسان، وسائر الجزيرة لا تتفاوت في ذلك إلا تفاوتًا يسيرًا معفوًا (٢) عنه. ذكره الجد (٣). ويكون خلف أذنه اليمنى بالمشرق، ويكون على عاتقه الأيسر بمصر وما والاها من البلاد. ومن أدلة القبلة: الشمس والقمر ومنازلهما وما يقترن بهما وما يقاربها، كلها تطلع من الشرق وتغرب في المغرب (٤). والمنازل: ثمانية وعشرون، أربعة عشر شامية، تطلع من وسط المشرق أو مائلة عنه إلى الشمال. أولها السرطان، وآخرها السماك. وأربعة عشر يمانية، تطلع من المشرق مائلة إلى اليمين، ولكل نجم من الشامية رقيب من اليمانية، إذا طلع أحدهما (٥) غاب رقيبه، فأول اليمانية وآخر الشامية يطلع من وسط المشرق، ولكل نجم من هذه النجوم [نجوم] (٦) تقاربه وتسير بسيره عن يمينه وشماله، يكثر عدها، فحكمها حكمه، يستدل بها عليه، وعلى ما يدل عليه.

ومن أدلة القبلة: الريح. قال أبو المعالي (٧): والاستدلال بها


= (٢/ ١٠٣).
(١) بنات نعش: سبعة كواكب: أربعة منها نعش لأنها مربَّعة، وثلاثة بنات نعش. شبهت بحملة النعش في تربيعها. "اللسان" (٦/ ٣٥٥).
(٢) في الأصل: (معفو) والتصحيح من "شرح منتهى الإردات" (١/ ١٦٣).
(٣) ينظر: "شرح منتهى الإرادات" (١/ ١٦٣) وهذا النقل ليس من "المحرر" فلعله في "شرح الهداية" للمجد.
(٤) في "شرح منتهى الإرادات" (١/ ١٦٣): (بالمغرب).
(٥) في الأصل: (أحدها) والمثبت من "شرح منتهى الإرادات" (١/ ١٦٣).
(٦) ما بين معقوفين ليس في الأصل، وأثبته من "شرح منتهى الإرادات" (١/ ١٦٣).
(٧) هو أسعد بن المنجَّى بن بركات التنوخي الدمشقي، وجيه الدين أبو المعالي، العلامة شيخ الحنابلة. ولد سنة (٥١٩ هـ). ألف كتاب "النهاية في شرح الهداية"، و"الخلاصة في =