للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لو طلب تسليمها في نهار رمضان، ولو بذلت نفسها وهي كذلك لزمه تسلم ما عدا الصغيرة، ومتى امتنعت الزوجة من تسليم نفسها قبل مرض ثم حدث المرض فلا نفقة لها ولو بذلت نفسها عقوبة لها، ولو أنكر من ادعت زوجته أن وطءه يؤذيها فعليها البينة؛ لأن الأصل عدم ذلك أشبه سائر الدعاوي.

(ومن استمهل) من الزوجين (أمهل اليومين والثلاثة) طلبا لليسر والسهولة، ويرجع في ذلك للعرف لأنه لا تقدير فيه، و (لا) يمهل من طلب المهلة منهما (لعمل جهاز) -بفتح الجيم وكسرها- وفي "الغنية" (١): "إن استمهلت هي أو أهلها استحب له إجابتهم ما يعلم به التهيؤ من شراء جهاز وتزين". (٢)

(و) يجب بعقد (تسليم) زوجة (أمة ليلا فقط) نصا (٣)، وللسيد استخدامها نهارا لأن السيد يملك من أمته منفعتين الاستخدام والاستمتاع فإذا عقد على أحدهما لم يلزمه تسليمها إلا في زمن استيفائها كما لو آجرها للخدمة لم يلزمه تسليمها إلا زمنها وهو النهار، فلو شرط تسليمها نهارا وجب، لحديث: "المؤمنون عند شروطهم" (٤) أو بذله سيد وجب أيضا، لأن الزوجية تقتضظي وجوب التسليم مع البذل ليلا ونهارا، وإنما منع منه في الأمة نهارا لحق السيد فإذا بذله فقد ترك حقه فعاد إلى الأصل.


(١) ١/ ٤٦.
"الغنية لطالبي طريق الحق" كتاب من تأليف الشيخ عبد القادر الجيلاني، المتوفى سنة ٥٦١ هـ، في العبادات والآداب الشرعية، وهو مطبوع في جزءين، من مطبوعات مطبعة مصطفى البابي، القاهرة، الطبعة الثانية ١٣٧٥ هـ.
(٢) ينظر: كتاب الفروع ٥/ ٣١٧، والمبدع ٧/ ١٩٢، والإنصاف ٢١/ ٣٨٤.
(٣) المغني ١٠/ ٢٢٢، والمقنع والشرح الكبير والإنصاف ٢١/ ٣٨٤، والمبدع ٧/ ١٩٣، وكشاف القناع ٥/ ١٨٧.
(٤) سبق تخريجه ص ١٨١.