للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: في كلامه نظر من وجوه:

الأول: أن قوله: "إن الذي ذكر فيه الرش ضعيف" غير جيد؛ لأن ابن خزيمة خرجه في "صحيحه" (١) من حديث المحل، وابن حزم (٢) والحاكم (٣)، ورواه ابن ماجه أيضًا (٤) بسند صحيح من غير حديث المحل وفيه: "فدعا بماء فرش عليه"، وكذا في رواية أحمد على ما ذكرناها عن قريب.

الثاني: تضعيفه المحل بن خليفة غير جيد؛ لأنه ممن احتج به البخاري في "صحيحه" في غير موضع، وقال فيه يحيى (وأبو زرعة) (٥) والنسائي والدارقطني، ثقة. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.

الثالث: ذكره قول أم سلمة موقوفا عليها غير جيد؛ لأن الطبراني في "الأوسط" (٦): رواه من حديث عبد الرحيم بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن أمه، عنها مرفوعا: "إذا كان الغلام لم يطعم الطعام صب على بوله، وإذا كانت الجارية غسل".

ورواه أيضًا (٧): من حديث هشيم، عن يونس، عن الحسن، عن أمه، عنها: "أن الحسن -أو الحسين- بال على النبي - عليه السلام - فذهبوا ليأخذوه، فقال: لا تزرموا ابني أو (لا تعجلوه، فتركه) (٨) حتى قضى بوله، فدعا بماء ... " الحديث.


(١) "صحيح ابن خزيمة" (١/ ١٤٣ رقم ٢٨٣).
(٢) "المحلى" (١/ ١٠١).
(٣) "المستدرك" (١/ ٢٧١ رقم ٥٨٩).
(٤) "سنن ابن ماجه" (١/ ١٧٤ رقم ٥٢٤) من حديث أم قيس بنت محصن وهو عند البخاري أيضًا في "صحيحه" (٥/ ٢١٥٥ رقم ٥٣٦٨) من طريقها.
(٥) لعل الصواب: أبو حاتم، فقال في "الجرح" (٨/ ٤١٣): صدوق ثقة، وانظر "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٥٤) وقال الحافظ: ولم يتابع ابن عبد البر على ذلك، أي تضعيفه.
(٦) "المعجم الأوسط" (٣/ ١٤٣ رقم ٢٧٤٢).
(٧) "المعجم الأوسط" (٦/ ٢٠٤ رقم ٦١٩٧).
(٨) كذا في "الأصل، ك"، وفي "المعجم الأوسط": "لا تستعجلوه، فتركوه".

<<  <  ج: ص:  >  >>