للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفرائضه، واعلم أنه من جندك ومعسكرك بحيث ولايتك وفى الموضع الجارية أحكامه (١) عليهم، النافذة أقضيته بينهم، فاعرف من توليه ذلك وتسنده إليه إن شاء الله.

ثم تقدّم فى طلائعك، فإنها أول مكيدتك، ورأس حربك، ودعامة أمرك، فانتخب لها من كل قادة وصحابة: رجالا ذوى نجدة وبأس، وصرامة وخبرة، حماة كفاة، قد صلوا (٢) بالحرب، وتذاوقوا سجالها، وشربوا مرار كئوسها، وتجرّعوا غصص درّتها (٣) وزبنتهم (٤) بتكرار عواطفها، وحملتهم على أصعب مراكبها، وذللّتهم بثقاف أودها (٥)، ثم انتقهم (٦) على عينك، واعرض كراعهم (٧) بنفسك، وتوخّ فى انتقائك ظهور الجلد، وشهامة الخلق، وكمال الآلة (٨)، وإياك أن تقبل من دوابهم إلا إناث الخيول مهلوبة (٩)، فإنها أسرع طلبا وأنجى مهربا، وألين معطفا (١٠)، وأبعد فى اللّحوق غاية، وأصبر فى معترك الأبطال إقداما، وخذهم (١١) من السلاح بأبدان الدّروع، ماذيّة الحديد، شاكّة (١٢) النّسج، متقاربة الحلق، متلاحمة المسامير وأسوق الحديد، مموّهة الرّكب، محكمة الطّبع (١٣)، خفيفة الصّوغ،


(١) فى صبح الأعشى «بحيث ولايتك، الجارية أحكامه الخ».
(٢) صلى النار وبها: قاسى حرها.
(٣) الدرة: اللبن.
(٤) أى دفعتهم، وفى المنظوم والمنثور «وزنبتهم بتكرارها».
(٥) هذه الجملة ساقطة منه، والثقاف: ما تسوى به الرماح.
(٦) فيه «ثم اتبعتهم» وهو تحريف.
(٧) الكراع. اسم يجمع الخيل.
(٨) فيه «وسماحة الخلق» وفيه أيضا» وجمال الآلة».
(٩) الأهلب: الذنب المنقطع، والذى لا شعر عليه (والكثير الشعر، ضد).
(١٠) ساقطة من المنظوم والمنثور.
(١١) فى المنظوم والمنثور «ونجذهم» وهو تحريف، والأبدان جمع بدن بالتحريك: وهو الدرع من الزرد، قيل هى الدرع القصيرة على قدر الجسد، وقيل هى الدرع عامة، والإضافة فيه على حد «حق اليقين، وحب الحصيد» من إضافة الشىء إلى ما بمعناه لاختلاف اللفظين، والماذى والمادية:
الدرع اللينة السهلة.
(١٢) الشك: الاتصال واللصوق، والمعنى محكمة النسج، والحلق بكسر الحاء وفتحها: جمع حلقة بالفتح وتسكين اللام، وأسوق جمع ساق.
(١٣) من طبع السيف والدرهم: أى عملهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>