للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى من اتّهمته على ذلك، واستنزل نصائحهم بالمياحة والمنالة (١)، وابسط من آمالهم فيك، من غير أن ترى أحدا منهم أنك أخذت من قوله أخذ العامل به والمتّبع له، أو عملت على رأيه عمل الصادر عنه، أو رددته عليه ردّ المكذّب به، المتهم له، المستخفّ بما أتاك منه فتفسد بذلك نصيحته، وتستدعى غشّه، وتجترّ عداوته، واحذر أن يعرفوا فى عسكرك، أو يشار إليهم بالأصابع. وليكن منزلهم على كاتب رسائلك. وأمين سرّك. ويكون هو الموجّه لهم. والمدخل عليك من أردت مشافهته منهم.

واعلم أن لعدوّك فى عسكرك عيونا راصدة. وجواسيس كامنة (٢). وأنه لن يقع رأيه عن مكيدتك بمثل ما تكايده (٣) به، ويحتال لك كاحتيالك له. ويعدّ لك كإعدادك له فيما تزاوله منه. ويحاولك كمحاولتك إياه فيما تقارعه عنه (٤). فاحذر أن يشهر رجل من جواسيسك فى عسكرك. فيبلغ ذلك عدوّك. ويعرف موضعه. فيعدّ له المراصد. ويحتال له بالمكايد، فإن ظفر به فأظهر عقوبته. كسر ذلك ثقات عيونك وخذلهم (٥) عن تطلّب الأخبار من معادنها. واستقصائها من عيونها واستعذاب اجتنائها من ينابيعها (٦). حتى يصيروا إلى أخذها مما عرض (٧) من غير الثّقة ولا المعاينة لقطا لها (٨) بالأخبار الكاذبة. والأحاديث المرجفة.

واحذر أن يعرف بعض عيونك بعضا، فإنك لا تأمن تواطؤهم عليك، وممالأتهم (٩)


(١) المياحة والميح: الإعطاء، وفعله كضرب، وهذه الجملة ساقطة من المنظوم والمنثور.
(٢) وفى صبح الأعشى «متجسسة».
(٣) وفى المنظوم والمنثور «وأن رأيه فى مكيدتك مثل ما تكايده به».
(٤) المقارعة: المضاربة، ومن قوله «فيما تزاوله منه ... » إلى قوله «تقارعه عنه» ساقط فى المنظوم والمنثور.
(٥) وفيه «وحوله» وصوابه «وحولهم».
(٦) وهذه الجملة ساقطة منه.
(٧) فيه «عن عرض».
(٨) فيه «ولا معاينة لغطا لها» وهو تحريف.
(٩) مالأه: شايعه وساعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>