احسبوا معي يا قرّائي الأعزاء؛ لأني -كما تعلمون أو كما لا تعلمون- لا أحسن الحساب ولا أعلم أن خمسة وستة ثلاثة عشر إلاّ بعد ساعة كاملة أقضيها في حل هذه المسألة ... وربما خرجت بعد هذا التفكير ومعي فيها قولان: فهي على قول اثنا عشر، وعلى قول هذه الثلاثة عشر المشؤومة، واللهُ أعلم بالصحيح.
احسبوا معي يا سادة: مئتان وخمسون ورقة، في كل ورقة خمسة حمير وخمسة أفراس، فكم هو الحاصل؟ لست أدريه على التحقيق، ولكنه -من غير شك- أكثر من ألف حمار وألف فرس! وليست هذه الدواب في إصطبل ولا في خان ولا في مزرعة، ولكنها في ... رأسي ولا مؤاخذة!
نعم، في رأسي؛ فقد دعوني إلى لجنة الفحص وجعلوا موضوع الإنشاء حواراً بين حمار وفرس (١)، وأرادوني وأرادوا زملائي الكرام على قراءة مئتين وخمسين مقالة في هذا الموضوع
(١) كان هذا موضوع الإنشاء في امتحان الشهادة الابتدائية تلك السنة. ولا ندري متى ينتهي مدرّسو الإنشاء من هذه الموضوعات «الخنفشارية»!