توزيع الغرف ووضع الأثاث وألوان الطعام وأسلوب الأكل.
وما أدري ما الذي يمنع أن نأخذ الحكمة من هذا المجنون، فنعمد أبداً إلى التغيير والتبديل الذي تحتمله أموالنا ولا تسوء به أحوالنا؛ فتذهب الزوجة إلى دار أهلها فتقضي فيها أياماً ويبقى الرجل وحيداً يعالج أمره بنفسه، أو يكون ضيفاً معها عند أهلها فيجد من تبدّل الحال ما يجدد نشاطه ويشحذ شعوره، ثم يدعو أهل المرأة ليقضوا عنده أياماً مثلها. أو يأخذ زوجه وأولاده فيأكلوا يوماً في المطعم، أو يحملوا الطعام فيتعشّوا على صخرة في الجبل أو عند ساقية في البستان.
ولست أريد هذا بالذات، بل أضرب الأمثال على ما يمكن به دفع الملل وتجديد أسلوب العيش. وما أدري أجئت بشيء معقول أم أنا لا أزال في جو المجنون الذي زرته، فأنا لذلك أتكلّم كلام المجانين!