للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما تقع به الرِّدة:

تنقسم الأمور التي تحصل بها الردة إلى أربعة أقسام: ردة في الاعتقاد، ردة في الأقوال، ردة في الأفعال، ردة في الترك.

إلا أن هذه الأقسام تتداخل، فمن اعتقد شيئًا عبَّر عنه بقول أو فعل أو ترك.

(أ) مما يوجب الردة من الاعتقاد:

١ - اتفق العلماء على أن من أشرك بالله تعالى، أو جحده، أو نفى صفة ثابتة من صفاته، أو أثبت لله الولد فهو مرتد كافر (١).

٢ - وكذلك من قال بقدم العالم أو بقائه، أو شك في ذلك، ودليلهم قوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} (٢).

قال ابن دقيق العيد: «... لأن حدوث العالم من قبيل ما اجتمع فيه الإجماع والتواتر بالنقل عن صاحب الشريعة، فيكفر بسبب مخالفته النقل المتواتر ...» اهـ (٣).

٣ - ويكفر من جحد القرآن كله أو بعضه ولو كلمة، وقال بعضهم: بل يحصل الكفر بجحد حرف واحد، كما يحصل الكفر باعتقاد تناقضه واختلافه، أو الشك بإعجازه، والقدرة على مثله، أو إسقاط حرمته أو الزيادة فيه (٤).

فائدة: أما تفسير القرآن وتأويله، فلا يكفر جاحده ولا رادُّه، لأنه أمر اجتهادي من فعل البشر (٥):

٤ - ويعتبر مرتدًّا كذلك من اعتقد كذب النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض ما جاء به، ومن اعتقد حِلَّ شيء مجمع على تحريمه، كالزنا وشرب الخمر، أو أنكر أمرًا معلومًا من الدين بالضرورة (٦).


(١) «الموسوعة الفقهية» (٢٢/ ١٨٣) وما بعدها.
(٢) سورة القصص: ٨٨.
(٣) «ابن عابدين» (٤/ ٢٢٣)، و «الدسوقي» (٤/ ٣٠٢)، و «الإنصاف» (١٠/ ٣٢٦)، و «المغني» (٨/ ٥٦٥).
(٤) «العدة» (٤/ ٣٠٠).
(٥) «ابن عابدين» (٤/ ٢٢٢ - ٢٣٠)، و «الإقناع» (٤/ ٢٩٧)، و «المغني» (٨/ ٥٤٨).
(٦) المراجع السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>