للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ب) مما يوجب الردَّة من الأقوال:

١ - سبَّ الله تعالى:

اتفق الفقهاء على أن من سب الله تعالى كفر، سواء كان مازحًا أو جادًا، أو مستهزئًا (١).

وقد قال تعالى: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} (٢).

٢ - سب الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

من سبَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو مرتد بلا خلاف، ويعتبر سابًّا له - صلى الله عليه وسلم - كل من ألحق به عيبًا أو نقصًا في نفسه أو نسبه أو دينه، أو خصلة من خصاله، أو ازدراه، أو عرَّض به، أو لعنه، أو شتمه، أو عابه، أو قذفه، أو استخف به، ونحو ذلك (٣).

فعن عليٍّ - رضي الله عنه -: «أن يهودية كانت تشتم النبي - صلى الله عليه

وسلم - وتقع فيه، فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دمها» (٤).

وعن علي بن المديني، قال: دخلت على أمير المؤمنين فقال: أتعرف حديثًا مسندًا فيمن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقتل؟ قلت: نعم، فذكرت له حديث عبد الرزاق عن معمر بن سماك بن الفضل بن عروة بن محمد عن رجل من بلقين، قال: «كان رجل يشتم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من يكفيني عدوًّا لي؟» فقال خالد بن الوليد: أنا، فبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه فقتله».

فقال له أمير المؤمنين: ليس هذا مسندًا، هو عن رجل (!!) فقلت يا أمير المؤمنين بهذا يعرف هذا الرجل وهو اسمه، وقد أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعه، وهو مشهور معروف، قال: فأمر لي بألف دينار (٥).


(١) «المغني» (٨/ ٥٦٥)، و «الخرشي» (٨/ ٧٤)، و «الصارم المسلول» (ص ٥٥٠)، و «نيل الأوطار» (٨/ ١٩٤).
(٢) سورة التوبة: ٦٥، ٦٦.
(٣) «ابن عابدين» (٤/ ٢٣٢ - ٢٣٧)، و «الصارم المسلول» (ص ٥٥٠)، و «زاد المعاد» (٣/ ٢١٤).
(٤) حسن: أخرجه أبو داود (٤٣٦٢) وغيره.
(٥) أخرجه عبد الرزاق (٩٧٠٥)، وابن حزم في «المحلي» (١١/ ٤١٣) من طريق علي بن المديني عن عبد الرزاق به، ثم قال: هذا حديث مسند صحيح وقد رواه علي بن المديني عن عبد الرزاق كما ذكره، وهذا رجل من الصحابة معروف اسمه الذي سماه به أهله: رجل من بلقين ... اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>