وقال الإمام أحمد: إنَّه لا يتوقف في قيام رمضان عدد، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يؤقت فيه عددًا، وحينئذٍ فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره.
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: ذهب أكثر أهل العلم -كالأئمة أبي حنيفة والشافعي وأحمد- إلى أنَّ صلاة التراويح عشرون ركعة؛ لأنَّ عمر جمع الناس على أبي بن كعب، فكان يصلي عشرين ركعة، وكان هذا بحضور الصحابة، فكان كالإجماع، وعليه عمل الناس.
قال في "طرح التثريب": لم يبين في الحديث عدد الركعات التي صلاها النبي -صلى الله عليه وسلم- تلك الليالي في المسجد، وقد قالت عائشة:"ما زاد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة"، لكن عمر لما جمع الناس على صلاة التراويح في شهر رمضان مقتدين بأبي بن كعب، صلَّى بهم عشرين ركعة غير الوتر ثلاث ركعات، وعدوا ما وقع في زمن عمر -رضي الله عنه- كالإجماع.
وقال العيني: اختلفت الأحاديث الواردة في عدد صلاته: ففي حديث زيد بن خالد وابن عباس وجابر وأم سلمة ثلاث عشرة ركعة، وفي حديث الفضل وصفوان بن المعطل ومعاوية بن الحكم وابن عمر إحدى عشرة، وفي حديث أنس ثماني ركعات، وفي حديث حذيفة سبع ركعات، وفي حديث أيوب أربع ركعات، وأكثر ما فيها حديث عليٍّ ست عشرة ركعة.
والجواب: أنَّ ذلك بحسب ما شاهد الرواة، كذلك ربما زاد، وربما نقص، وربما أذن بقيام الليل مرتين أو ثلاثًا.
ولهم أجوبة كثيرة عفا ذكرته عائشة -رضي الله عنها- عن عدد صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يتسع المقام لنقلها، والإطالة في ذكرها.
والذي نقوله ما قاله جمهور العلماء من أنَّ صلاة الليل، ومنها التراويح