- يناجي ربه: من: ناجاه مناجاة، فهو مناجٍ، وهو المخاطِبُ لغيره، والمحدِّث له، وأصل المناجاة: المسارَّة؛ قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المجادلة: ٩]، والمراد به هنا الإقبال على الله تعالى، وكما في الحديث:"لا يتناجى اثنان دون الثالث".
- يبصقن: بالصاد أو السين أو الزاي، فالحروف الثلاثة متقاربة المخارج، وهي حروف الصفير، والفعل هنا مبنيٌّ على الفتح، في محل جزم؛ لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والبصق، إخراج ماء الفم، وما دام فيه فهو ريق.
* ما يؤخذ من الحديث:
١ - الصلاة فرضًا أو نفلًا موطن مناجاة لله تعالى، واتصال العبد بربه، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (١٤)} [طه] فلا يليق أن يبصق المصلي بين يديه، فإنَّ المناجاة تكون لمن هو أمامك، ولذا جاء في رواية أخرى للبخاري (٤١٧): "فإنَّ ربه بينه وبين القبلة"، وهذه معية خاصة من الله تعالى لعبده حال مناجاته، كما جاء في الحديث الآخر:"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، وهو سبحانه على دنوه وقربه من عبده في علوه.