يدور مع علته، فإذا كان شيء موجودًا أكثر إرهابًا منها في القتال، فإنَّ النكاية فيها أشد، وكانت مأمورًا بها، والسَّعي في تحصيلها، حتى إذا لم توجد إلاَّ بتعلم الصنعة وجب ذلك؛ لأنَّ ما لا يتم الواجب إلاَّ به فهو واجب.
٨ - وقال سيد قطب: ويخص "رباط الخيل"؛ لأنَّه الأداة التي كانت بارزة عند من كان يخاطبهم بهذا القرآن أول مرة، ولو أمرهم بإعداد أسباب لا يعرفونها في ذلك العين مما سيجد مع الزمن، لخاطبهم بمجهولات محيرة، والمهم هو عموم التوجيه.
٩ - وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا إنَّ القوة الرمي، ألا إنَّ القوَّة الرَّمي"، فهذا التأكيد تفسير منه -صلى الله عليه وسلم- بأنَّ القوَّة المذكورة في قوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: ٦٠] هي الرمي، قال الله تعالى:{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}[الأنفال: ١٧].
١٠ - وأما الأحاديث: فقد روى أصحاب السنن من حديث عقبة بن عامر؛ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال:"إنَّ الله يدخل في السهم الواحد ثلاثة نفر في الجنة، صانعه الذي يحتسب في صنعه الخير، والذي يجوز به في سبيل الله، والذي يرمي به في سبيل الله، وقال: ارموا واركبوا، وأن ترموا خير لكم من أن تركبوا".
وروى الخمسة من حديث عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"ومن رمى بسهم في سبيل الله، فهو عدلُ محررةٍ" والمحررة: الرقبة المعتقة.
وروى الإِمام مسلم عن عقبة بن عامر قال؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من علِم الرمي ثم تركه، فليس منَّا".
١١ - قال القرطبي: ولما كانت السهام من أنجع ما يتعاطى في الحروب،