للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما يصريني: الصري القطع، والسائل متى انقطع عن السؤال انقطع المسؤول عنه (شرح الأبي ٢/ ٣٤٩)، وجاء في رواية {مايصريك؟ } وكلاهما صحيح فإن السائل متى انقطع من المسئول أنقطع المسئول منه؛ والمعنى: أي شيء يرضيك ويقطع السؤال بيني وبينك؟ (شرح النووي ٣/ ٤٢، ٤٣).

الفوائد:

(١) أن هذا الرجل من الموحدين الذين يدخلون النار بذنوبهم، أما من ماتوا على الكفر فهم لايخرجون منها أبد الآباد كما قال تعالى: {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أبدا} [البينة: ٦] وهو أقل المؤمنين إيماناً وأكثرهم معاصي ويجوز أن يكون واحداً بعينه أو جنساً أو نوعاً، والظاهر أنه رجل واحد بدليل الخطاب الذي يجري بينه وبين رب العالمين (شرح التوحيد ٢/ ٤٠٩ - ٤١١).

(٢) تكليم الله لهذا الرجل بدون واسطة، وتكرار ذلك: فيه إثبات الكلام، وضحكه سبحانه له وفيه إثبات الضحك لله تعالى وأنه يسخر من بعض خلقه ومثل هذه الأفعال الصادرة من الله تعالى يجب أن تثبت له تعالى على مايليق بعظمته وفق ماجاء به النص فلا يجوز تأويلها بما يغير معناها ولا تعطيلها بل نؤمن بها كما جاءت، وكما أخبر بها صلى الله عليه وسلم (شرح التوحيد ٢/ ٤١٢، ٤١٣).

(٣) قال عياض: ورد مثل هذا الحديث في الجواز على الصراط فيحتمل أنهما شخصان أو صنفان عبر فيه بلفظ الواحد عن الجماعة، ويحتمل أن الخروج بمعنى الورود وهو الجواز على الصراط فيتحد المعنى إما في واحد أو أكثر، ويجوز أن يكون المذكور في رواية مسلم آخر من يدخل الجنة ممن لايلقى في النار وإنما يبطئ به عمله على الصراط فيحبو مرة ويزحف مرة أخرى حتى يجاوز النار، والمذكور في هذا الحديث آخر من يدخل الجنة ممن يلقى في النار من أهل الإيمان (شرح التوحيد ٢/ ٤١٠، ٤١١) (الفتح ١١/ ٤٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>