(١) فيه جواز التحكيم في أمور المسلمين ومهامهم العظام، وقد أجمع العلماء عليه ولم يخالف إلا الخوارج (شرح الكرماني ١٣/ ٤٢).
(٢) جواز مصالحة أهل قرية أو حصن على حكم حاكم مسلم عدل صالح للحكم أمين على هذا الأمر أنه إذا حكم بشيء لزم حكمه، ولا يجوز الرجوع عنه، ولهم الرحوع قبله (شرح النووي ١٢/ ٩٢).
(٣) أن للإمام إذا ظهر من قوم من أهل الحرب الذين بينه وبينهم هدنة على خيانة وغدر أن ينبذ إليهم على سواء، وأن يحاربهم؛ وذلك أن بني قريظة كانوا أهل موادعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الخندق فلما كان يوم الأحزاب ظاهروا قريشاً وأبا سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرسلوا لهم: إنا معكم فاثبتوا مكانكم. فأحل الله بذلك من فعلهم قتالهم، ومنابذتهم على سواء وفيهم أنزلت: {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} [الأنفال: ٥٨] فحاصرهم المسلمون حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه (العمدة ١٤/ ٢٨٩).
ثبت فيه حديث أبي هريرة، وابن عمر رضي الله عنهم:
٢١٠ - (٩٤) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ } وفي لفظ: {يقبض الله الأرض يوم القيامة} أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه.
٢١١ - (٩٥) حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يطوي الله عز وجل السموات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ، ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ }.
وفي رواية أن ابن عمر كان يحكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {يأخذ الله عز وجل سمواته وأراضيه بيديه، فيقول: أنا الله ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الملك} حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ .
وفي لفظ: {يأخذ الجبار عز وجل سمواته وأرضيه بيديه} أخرجه مسلم.
وعند البخاري مختصراً ولفظه: {إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك}.
ورواه أبو داود باللفظ الأول وعنده: {بيده الأخرى} بدل {شماله}، وابن ماجه باللفظ الثالث وزاد: {أنا الجبار}، ثم رواه بلفظ: {أنا الجبار أين الجبارون؟ }
التخريج:
خ: كتاب التفسير: سورة الزمر: باب قوله: {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} (٦/ ١٥٨) (الفتح ٨/ ٥٥١).
باب يقبض الله الأرض (٨/ ١٣٥) (الفتح ١١/ ٣٧٢) وفيه زيادة: يوم القيامة.
كتاب التوحيد: باب قوله تعالى: {مالك الناس} (٩/ ١٤٢) (الفتح ١٣/ ٣٦٧) وفيه {ملك الناس}