الزهري وعمرو بن دينار، ومن الكوفة: أبو إسحاق والأعمش، والبصرة: قتادة، واليمامة: يحيى بن أبي كثير. قال يعقوب بن شيبة، والدارقطني، والعجلي: ثقة، وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال ابن حبان: كان فقيهاً متقناً حافظاً ورعاً.
أخذت عليه أمور:
أولها: الغلط والوهم: قال أحمد: كان يحدث حفظاً فينحرف، وقال: وكان يحفظ الألفاظ لا يؤدي. وقال ابن مهدي: اثنان إذا كتبت حديثهما هكذا رأيت فيه، وإذا انتقيتها كانت حساناً: معمر وحماد بن سلمة. وقيد بعضهم غلطه بما حدَّث به بالبصرة: فقال أبو حاتم: ما حدث بالبصرة ففيه أغاليط، وهو صالح الحديث.
وثانيها: ضعفه في بعض شيوخه: قال ابن معين: إذ حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاووس فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئاً، وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام. قال ابن المديني: في أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة. وقال ابن معين: معمر عن ثابت ضعيف. لكن أحمد قال: معمر عن ثابت ما أحسن حديثه. وقال الدارقطني: سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش.
وثالثها: الإرسال مع احتمال التدليس: قال أحمد: لم يسمع من يحيى بن سعيد الأنصاري، ولا من سماك بن حرب. وقال عبد الرزاق: لم يسمع من يزيد بن عبد الله بن الهاد شيئا. وقال ابن معين: لم يسمع من الحسن شيئاً، وزاد أبو حاتم: ولم يره بينهما رجل يقال إنه عمرو بن عبيد. أما التدليس فلم يصفه به ابن حجر ولا من سبقه، لكنه يؤخذ من قول أبي داود: كان معمر إذا حدث أهل البصرة قال لهم: عمرو بن عبد الله ـ وهو ابن الأسوار اليماني ـ وإذا حدث أهل اليمن لا يسميه. وهذا تدليس الشيوخ. قال الذهبي في الميزان: له أوهام معروفة احتملت في سعة ما أتقن، وزاد في المغني: ثقة إمام، قال أبو أسامة: كان يتشيع، وفي من تكلم فيه: ثقة حافظ وله ما ينكر.
وقال ابن حجر في الهدي: لم يخرج له البخاري من روايته عن قتادة ولا ثابت البناني إلا تعليقاً ولا من روايته عن الأعمش شيئا ولم يخرج له من رواية أهل البصرة عنه إلا ما توبعوا عليه عنه. وفي التقريب: ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا، كذا فيما حدث به بالبصرة، من كبار السابعة، مات سنة ١٥٤ هـ وهو ابن ثمان وخمسون سنة (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (٥/ ٥٤٦)، سؤالات أبي داود لأحمد (٢٦٩)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (٤٧، ٤٩، ٨٧، ١٢٠)، العلل لأحمد (١/ ١٧٢)، بحر الدم (٤١٢، ٤١٣)، سؤالات ابن الجنيد (٣٩٥، ٤١٦)، من كلام أبي زكريا (٦٠، ١٢٣)، التاريخ لابن معين (٣/ ١٠٢)، تاريخ الدارمي (٤١، ٤٣، ٤٥)، العلل لابن المديني (٣١، ٣٢، ٨٧، ٨٨)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٥٥ - ٢٥٧)، المراسيل (٢١٩)، المعرفة (٢/ ١٦٦، ٢٠٠، ٢٠١، ٣/ ١٥٧)، الثقات لابن حبان (٧/ ٤٨٤)، جامع التحصيل (٢٨٣)، تهذيب الكمال (٢٨، ٣٠٣ - ٣١٢)، من تكلم فيه (١٧٩)، الميزان (٤/ ١٥٤)، المغني