قال الذهبي: قد بدت منه هفوة في القدر لم يقصدها لذاتها، فتكلموا فيه فما التُفت إلى كلامهم لأنه لما حوقق عليها تبرأ منها. وقال في السّير: كان سيد أهل زمانه علماً وعملاً، وقال: قد صح سماعه حديث العقيقة، وحديث النهي عن المثلة من سمرة، وإثباته القدر جاء من غير وجه سوى حكاية عنه فلعلها هفوة منه ورجع عنها ولله الحمد. وقال في الميزان: سيد التابعين في زمانه، كان ثقة في نفسه حجة في العلم والعمل، عظيم القدر، وهو كثير التدليس فإذا قال في حديث عن فلان ضُعّف ولاسيما عمن قيل إنه لم يسمع منهم: كأبي هريرة، فعدوا ما كان عنه في جملة المنقطع والله أعلم. وقال في التذكرة: إنه قد يدلس عمن لقيه ويسقط الواسطة بينه وبينه والله أعلم.
وقال ابن حجر: ثقة فقيه فاضل مشهور، كان يرسل كثيراً، ويدلس، وروى عن جماعة لم يسمع منهم وقال ـ تجوزاً ـ: حَدثنا وخطبنا يعني قومه الذي حُدّثوا بالبصرة، وهو رأس الطبقة الثالثة، مات سنة ١١٠ هـ وقد قارب التسعين (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (٧/ ١٥٦ - ١٧٨)، سؤالات أبي داود لأحمد (١٨٠، ٣٣٠)، العلل لأحمد (١/ ٤٤٢، ٢/ ١١١، ٢٤٣، ٢٦٠)، من كلام أبي زكريا (١١٩)، سؤالات ابن الجنيد (٣١٥، ٣٦٢)، تاريخ الدارمي (٩٩)، التاريخ لابن معين (٤/ ٢٢١، ٢٢٩، ٢٣٠، ٢٥٨، ٢٦٠، ٢٩٧)، العلل لابن المديني (٦٠ - ٧١)، التاريخ الكبير (٢/ ٢٨٩، ٢٩٠)، الجرح والتعديل (٣/ ٤١ - ٤٢)، المعرفة (٢/ ٣٢ - ٥٤)، المراسيل (٣١/ ٤٦)، الثقات لابن حبان (٤/ ١٢٢، ١٢٣)، الثقات للعجلي (١/ ٢٩٣)، جامع التحصيل (١٠٥، ١٦٢ - ١٦٦)، تهذيب الكمال (٦/ ٩٥ - ١٢٧)، السّير (٤/ ٥٦٣ - ٥٨٨)، التذكرة (٧١، ٧٢)، الميزان (١/ ٥٢٧)، الكاشف (١/ ٣٢٢ - ٣٢٤)، تعريف أهل التقديس (٥٦، ٥٧)، التهذيب (٢/ ٢٦٣ - ٢٧٠)، التقريب (١٦٠)، الحسن وحديثه المرسل (٣١٠، ٣١١)، وقال الدميني في (التدليس في الحديث /٢٩٣): إن العلائي جعله في المرتبة الثالثة وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
الطريق الثاني: رجال إسناده عند الترمذي:
وهو متفق مع إسناد أبي داود في هشام ومن فوقه، وبقي من رجاله:
(١) محمد بن المثنى: تقدم، وهو ثقة ثبت. (راجع ص ٤٢٦)
(٢) عبد الرحمن بن مهدي: تقدم، وهو ثقة ثبت حافظ. (راجع ص ٢١٤)
درجة الحديث:
رجال الإسنادين كلهم ثقات، لكنه من رواية قتادة وهو مدلس وقد عنعن، والحسن وهذا من روايته عن سمرة وفيها اختلاف بين العلماء فمن يرى أن حديثه عنه كله سماع يكون الحديث عنده ضعيفاً ضعفاً يسيراً لعنعنة قتادة فحسب، ومن يرى انقطاع حديث الحسن عن سمرة فالضعف عنده أشد، وقتادة تابعه إسماعيل بن مسلم فرواه عن الحسن عن سمرة وفي إسماعيل ضعف لكنهما يتعاضدان ويكون الحديث حسناً لغيره، كما قواه مرسل حميد بن هلال عند عبد الرزاق.
وقد اكتفى المنذري في (مختصر د ٧/ ٢٢٩)، وفي (الترغيب والترهيب ٣/ ٤٦٣) بذكر الاختلاف في سماع الحسن من سمرة.