بلفظ:{ما من دعوة أحب إلى الله أن يدعو بها عبد من أن يقول: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة} رواه الطبراني (في الكبير ٢٠/ ١٦٥).
دراسة الإسناد:
الطريق الأول:
(١) القاسم بن دينار الكوفي: هو ابن زكريا بن دينار القرشي، أبو محمد الكوفي الطحان، وربما نسب إلى جده. قال النسائي: ثقة، وفي رواية: لابأس به. وقال أبو حاتم: شيخ كان بالكوفة.
وقال ابن حجر: ثقة، من الحادية عشرة، مات في حدود ٢٥٠ هـ (م ت س جه).
(٢) إسحاق بن منصور السلولي الكوفي: تقدم، وهو صدوق تكلم فيه للتشيع. (راجع ص ١٢٣٩)
(٣) إسرائيل: هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، أبو يوسف الكوفي.
اختلف فيه: فوثقة أكثر الأئمة، وأثنوا على حفظه: وثقه ابن معين، وقال: كان لايحفظ ثم حفظ بعد، وقال في رواية: صدوق. ووثقه ابن سعد، وابن شاهين. وقال النسائي: ليس به بأس. وكان يقول: أحفظ حديث أبي إسحاق ـ وفي رواية يونس بن أبي إسحاق ـ كما أحفظ السورة من القرآن. وقال أخوه عيسى: كان أصحابنا سفيان وشريك ـ وعد قوما ـ إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني وأتقن لها مني، وهو كان قائد جده. وقد وازن بعض الأئمة بينه وبين شريك في أبي إسحاق: فقال أحمد: شريك أضبط منه، وفي رواية: هو أثبت من شريك، وقال ابن معين: إسرائيل أقرب حديثا وشريك وأحفظ. وقال أبو حاتم: ثقة متقن من أتقن أصحاب أبي إسحاق، وقال أبو داود: إسرائيل أصح حديثا من شريك، وقال الترمذي: ثبت في أبي إسحاق. وثقه العجلي، وقال مرة: جائز الحديث. وقال ابن عدي: مستقيم الحديث في حديث أبي إسحاق وغيره وقد حدث عنه الأئمة، ولم يتخلف أحد في الرواية عنه، وحديثه الغالب عليه الاستقامة، وهو ممن يكتب حديثه ويحتج به واختلف فيه قول أحمد: فقد وثقه في رواية وجعل يعجب من حفظه. وقال: كان يؤدي ما سمع، وقدمه على أبيه قال: لأنه صاحب كتاب، وقال: إذا حدث من كتابه لايغادر، ويحفظ من كتابه، وقال في رواية: زهير وإسرائيل ما أقربهم في أبي إسحاق في حديثهم عنه لين.
وقد تكلم فيه بعضهم: فقد بلغ الثوري أنه كان يحدث وكان منزله في السبيع فقال: قد نبعت عين في السبيع لكنها مالحة، فبلغ ذلك عيسى بن يونس فسأله أن يكف عنه. وسأل ابن مهدي الثوري: هل أكتت عنه؟ قال: نعم فإنه صدوق أحمق، وقال ابن مهدي: كان في الحديث لصا، وفسر عثمان بن أبي شيبة هذا القول: يعني يسرق الحديث. وقال أحمد: كان يحيى القطان يحمل عليه في حال أبي يحيى القتات قال: روى عنه مناكير، وكان يحيى القطان: لايحدث عنه ولا عن شريك. وقال ابن المديني: ضعيف. وقال يعقوب بن شيبة: صالح الحديث، وفي حديثه لين، وقال: ثقة صدوق، وليس بالقوي في الحديث ولا بالساقط. وضعفه ابن حزم ورد أحاديثه،
لكن الذهبي وابن حجر تصديا للدفاع عنه:
قال الذهبي في السّير: مشى عليُّ خلف أستاذه يحيى القطان وقفى أثرهما أبو محمد بن حزم، وعمد إلى أحاديثه في الصحيحين فردها ولم يحتج بها فلا يلتفت إلى ذلك بل هو ثقة، نعم ليس هو في التثبت كسفيان وشعبة، ولعله يقاربهما في حديث جده فإنه لازمه عشرة أعوام ولم يصنع يحيى شيئا في تركه الرواية عنه وروايته عن مجالد. وقال في الميزان: اعتمده البخاري ومسلم في الأصول، وهو