للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الجهر في نفل الليل المطلق والرواتب]

القول الأول: الأفضل الجهر: وهو مذهب الأحناف (١) والمالكية (٢) والحنابلة (٣) والظاهر أنَّه مذهب محمد بن سيرين (٤).

الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١].

الدليل الثاني: في حديث مالك بن الحويرث : «صَلُّوا كَما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» (٥)

الدليل الثالث: أحاديث الجهر بقيام الليل المتقدمة.

وجه الاستدلال: جهر النبي في قيام الليل وأمرنا بمتابعته.

الرد: فرق بين قيام الليل ورواتب الصلاة الجهرية.

الدليل الرابع: عن ابن عمر قال: «رمقت النبي أربعًا وعشرين مرة، أو خمسًا وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر وبعد المغرب ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾».

الدليل الخامس: عن عبد الله بن مسعود ، قال: «ما أحصي ما سمعت رسول الله يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل صلاة الفجر ب ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾».


(١) قال العيني في البناية (٢/ ٣٤٥) التطوع بالليل يخير المتطوع بين الجهر والإخفاء، ولكن الجهر أفضل.
وانظر: المحيط البرهاني (١/ ٣٠٠) والبحر الرائق (١/ ٥٨٥) وتبيين الحقائق (١/ ٣٢٧).
(٢) قال خليل في التوضيح (١/ ٣٦٨) (ويجوز الإسرار في النوافل ليلًا) أي: والأفضل الجهر.
وانظر: شرح التلقين (٢/ ٨١٦) والتاج والإكليل (٢/ ٣٧٢) ومواهب الجليل (٢/ ٣٧٣) ومنح الجليل (١/ ٢٠٥).
(٣) قال البهوتي في كشاف القناع (١/ ٣٤٤) (و) المتنفل (ليلًا يراعي المصلحة) فإن كان بحضرته أو قريبًا منه من يتأذى بجهره أسر، وإن كان من ينتفع بجهره جهر.
وانظر: المغني (١/ ٧٧٣) والمبدع (١/ ٤٤٤) والإنصاف (٢/ ٥٧) ومعونة أولي النهى (٢/ ١٢٥).
(٤) تقدم (ص: ٥٠٣) أنَّ ابن سيرين يتطوع بالنهار فيسمع.
(٥) رواه البخاري (٦٣١).

<<  <   >  >>