للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

يقال: حزنه وأحزنه لغتان فصيحتان قرئ بهما في السبع. قَالَ اليزيدي (١): أحزنه لغة تميم، وحزنه لغة قريش، قَالَ تعالى: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} [الأنبياء: ١٠٣] من حزن، وقال: {لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} [يوسف: ١٣] من أحزن عَلَى قراءة من قرأ بضم الياء وهو الحزن (٢)، والحزن وهو خلاف السرور يقال: حزن -بالكسر- يحزن حزنا إِذَا اغتم وحزنه غيره وأحزنه، مثل شكله وأشكله، وحكي عن أبي عمرو أنه قَالَ: إِذَا جاء الحزن في موضع نصب فتحت الحاء، وإذا جاء في موضع رفع وجر ضممت، وقرأ: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} [يوسف: ٨٤]، وقال: {تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا} [التوبة: ٩٢].

قال الخطابي: وأكثر الناس لا يفرقون بين الهم والحزن، وهما عَلَى اختلافهما يتقاربان في المعنى، إلا أن الحزن إنما يكون عَلَى أمر قَدْ وقع، والهم إنما هو فيما يتوقع ولا يكون بعد (٣)، وقولها: (أبدًا). هو منصوب عَلَى الظرف.


(١) هو شيخ القراء، أبو محمد، يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي البصري النحوي، عرف باليزيدي لاتصاله بالأمير يزيد بن منصور خال المهدي، يؤدب ولده، وقد أدَّب المأمون، وعظم حاله، وكان ثقة، عالمًا حجة في القراءة، لا يدري ما الحديث، لكنه أخباري نحوي علامة، بصير بلسان العرب، ألف كتاب "النوادر"، وكتاب، "المقصور والممدود"، وكتاب "النحو". توفي ببغداد سنة اثنتين ومائتين، عن أربع وسبعين سنة. انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" ١٤/ ١٤٦، "وفيات الأعيان" ٦/ ١٨٣، "سير أعلام النبلاء" ٩/ ٥٦٢ (٢١٩)، "شذرات الذهب" ٢/ ٤.
(٢) انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٣/ ٩٩.
(٣) "أعلام الحديث" ٢/ ١٣٩٤.