وقال أبو حاتم -وهو يذمُّ مختصر الجَرْمي-: ما أحد يأخذ ذلك الكتاب إلَّا رمى به، وذلك كان يُحسِنُ أن يَضَع كتابًا؟!
وقال العباس بن الفرج -وسأله ابنه: أيُّهما أحبُّ إليك: كتاب أبي عمر في النحو، أم كتاب الأخفش؟ فقال: كتاب أبي عمر.
أبو بكر بن شقير: حدثني أبو جعفر الطبري قال: سمعت الجرمي يقول: أنا مذ ثلاثون أُفتِي الناس في الفقه من كتاب سيبويه. قال: فحدَّثتُ به محمد بن يزيد على وجه التعجب والإنكار، فقال: أنا سمعتُ الجرميَّ يقول هذا، وأومأ بيده إلى أذنيه، وذلك أن أبا عمر الجرمي كان صاحبَ حديث، فلما علم كتاب سيبويه تفقَّه في الحديث، إذ كان كتاب سيبويه يُتعلَّم منه النظر والتفتيش.
قال الجرمي: نظرتُ في كتاب سيبويه، فإذا فيه ألفٌ وخمسون بيتًا، فأما الألف فعرفتُ أسماء قائليها، وأما الخمسون فلم أعرف قائليها.
[٢٥ - علي بن نصر الجهضمي]
هو علي بن نصر الجَهْضَمِي. حدثنا أبو علي إسماعيل بن القاسم البغداذي، عن إبراهيم بن السري، حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: لما أراد سيبويه أن يؤلف كتابه، قال لأبي: تعال نُحْيِي علم الخليل.
قال أبو إسحاق: حدثني القاضي إسماعيل بن إسحاق قال: حدثني نصر بن علي قال: سمعتُ الأخفشَ يقول: نفِذَ من أصحاب الخليل في النحو أربعة: سيبويه، والنضر بن شميل، وعلي بن نصر -وهو أبو نصر بن عليٍّ هذا-، ومُؤرِّج السَّدُوسِيُّ.
٢٦ - مُؤرِّج بن عمرو
هو مؤرج بن عمرو السدوسي، كان عالمًا بالعربية، إمامًا في النحويين، وتوفي سنة خمس وتسعين ومئة.