حدثنا محمد بن عبد العزيز: أخبرني مَنْ أثِقُ به أن الرشيد تلقاه الكسائي في بعض طريقه، فوقف عليه وسأله عن حاله، فقال الكسائيُّ: لو لم أجْتَنِ من ثمرة الأدب إلا ما وَهَبَ الله لي من وقوف أمير المؤمنين عليَّ لكان كافيًا.
وقال الأوارجي الكاتب: حدثني العَجْوَزِيُّ أن الكسائيَّ النحويَّ ارتحل إلى حمزةَ الزياتِ، وعليه كِسَاءٌ جيدٌ، فجلس بين يديه فقرأ ثلاثين آية، وكان حمزة أخذ أكثر من ثلاثين آية، فقال له: اقرأ. فقرأ أربعين، ثم قال له: اقرأ إلى أن تتم مئة آية. فقال له: قم. ثم افتقده، فقال: ما صنع صاحبُ الكساءِ الجيدِ؟ فسُمِّيَ الكسائيّ.
وقال أحمد بن يحيى ثعلب: قال سَلَمَةُ: صحَّف الكسائيُّ في بيت الجَعْدِيّ:
* وكان النكيرُ أن تُضيف وتَجأرَا *
قال:"يُضِيف".
قال: ولم يبلغني أن الكسائي ولا الفراء قالا شعرًا قطّ. وكان الأحمر يَقْرض الشعر، وله أبيات.
قال سلَمة: أنشد الكسائيُّ الرشيدَ بحضرة الأصمعي:
أم كيف ينفع ما تُعطَى العَلُوق بِه ... رئمانَ أَنفٍ إذا ما ضُنّ باللَّبنِ