للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ} كل شيء بلغ تمام الكمال فقد وفي وتم يقال: درهم وافٍ، وكيل وافٍ، وأوفيته حقه ووفيته إذا تممته (١)، وأوفى الكيل، أي: أتمه ولم ينقص منه شيئًا (٢).

وقوله تعالى: {وَالْمِيزَانَ} أي: وزن الميزان والوزن به؛ لأن المراد إتمام (٣) الوزن لا إتمام الميزان (٤)، كما أنه قال: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ}، ولم يقل: المكيال، فهو من باب حذف المضاف (٥).

وقوله تعالى: {بِالْقِسْطِ} أي: بالعدل لا بخس ولا شطط (٦).


(١) لعله: (إذا أتممته) كما في تفسير الرازي ١٣/ ٢٣٤، فقد نقل نص الواحدي بدون نسبه.
(٢) هذا من تهذيب اللغة ٤/ ٣٩٢٤، وانظر: الصحاح ٨/ ٤٨٨٥، و"اللسان" ١٥/ ٣٩٨، و"وَفَى".
(٣) في (ش): (لأن المراد تمام الوزن).
(٤) الميزان: اسم آلة، وأصله مصدر ثم أطلق على الآلة. انظر: "الجمهرة" ٢/ ٨٣٠، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣٨٨٦، و"الصحاح" ٦/ ٢٢١٣، و"المجمل" ٤/ ٩٢٤، و"المفردات" ٨٦٨، و"اللسان" ٨/ ٤٨٢٨ (وزن).
(٥) قال العكبري في "التبيان" ٣٦٤: (والكيل: هاهنا مصدر في معنى المكيل، والميزان كذلك، ويجوز أن يكون فيه حذف مضاف تقديره: مكيل الكيل، وموزون الميزان) ا. هـ، وذكر قول الواحدي والعكبري، السمين في الدر ٥/ ٢٢١ - ٢٢٢، وقال: (ولا حاجة إلى ما ادعاه من وقوع المصدر موقع اسم المفعول، ولا من تقدير المضاف؛ لأن المعنى صحيح بدونهما، وأيضاً فميزان ليس مصدرًا إلا أن يعضد قوله ما قاله الواحدي، والظاهر عدم الاحتياج إلى ذلك، وكأنه لم يعرف أن الكيل يُطلق على نفس المكيال حتى يقول: "ولم يقل المكيال"، والكيل والميزان: هما الآلة التي يكال بها ويوزن، وأصل الكيل المصدر، ثم أطلق على الآلة، والميزان مفعال من الوزن لهذه الآلة ..) ا. هـ. ملخصًا.
(٦) انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٨٦، والسمرقندي ١/ ٥٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>