للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقول عمر: "كان رسول الله إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطُّهما حتى يمسح بهما وجهه" رواه الترمذي، (١٥) ويقول الإمام: "اللهم اهدنا .. " إلى آخره، ويؤمِّن مأموم

عدم الإطالة فيه إلا برضى المأمومين، فإن لم يرضوا: فلا يجوز؛ لقواعد: الأولى: السنة القولية؛ حيث قال الحسن بن علي: "علَّمني رسول الله كلمات أقولهنَّ في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت .... " الخ كما أخرجه الترمذي، وزاد النَّسَائِي: "وصلى الله على نبينا محمد" وهي زيادة ثقة مقبولة، الثانية: السنة الفعلية؛ حيث قال علي : "إن النبي كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك" الخ؛ الثالثة: قول الصحابي وهو من وجهين: أولهما: قول عمر : "الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك" ثانيهما: أن عمر كان يزيد في الدعاء قائلًا: "اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وألّف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم العن الكفار الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويُقاتلون أوليائك، اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين" الخ فإن قلتَ: لمَ يُستحب هذا الدعاء والقنوت في الوتر؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن هذا الدعاء جامع الخيري الدنيا والآخرة، ولمنافع الفرد والمجتمع الإسلامي، وفيه تجديد للتوحيد والإيمان، والإقرار بحكم الله المطلق، وأن العزيز الحقيقي هو من أعزَّه الله في طلب العلم والعمل به وتعليمه، وأدخله الجنة، وأن الذليل الحقيقي هو: من أذلَّه الله تعالى في النار يوم القيامة "فمن أُدخل الجنة فقد فاز".

(١٥) مسألة: لا يُشرع مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من دعاء الوتر ولا غيره؛ للاستصحاب؛ حيث إن الأصل: عدم مسح الوجه هنا ولا في غيره، فنستصحب ذلك، ويبقى على النفي الأصلي، فإن قلتَ: لمَ لا يُشرع ذلك؟ قلتُ: لأن المسح يُعتبر من الحركات الزائدة التي ليست من جنس الصلاة فإن قلتَ: يُستحب أن=

<<  <  ج: ص:  >  >>