للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسلام على رسوله، وهذه الكلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى غيره، ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات؛ اقتداء به ؛ فإنه كان يأتي بها في خطبه وشبهها حتى رواه الحافظ عبد القاهر الرهاوي في "الأربعين" التي له عن أربعين صحابيًا، ذكره ابن قندس في "حواشي المحرَّر"، وقيل: إنها فصل الخطاب المشار إليه في الآية، والصحيح: أنه: الفصل بين الحق والباطل، والمعروف: بناء: "بعدُ" على الضم، وأجاز بعضهم تنوينها مرفوعة، ومنصوبة، والفتح بلا تنوين على تقدير المضاف إليه (١٥) (فهذا) إشارة إلى ما تصوُّره في الذهن، وأقامه مقام

= وغير هؤلاء من بقية الصحابة، أما غير أهل السنة والجماعة: فهم يذكرون "الآل" فقط قاصدين بهم: علي وفاطمة وأولادهما، دون غيرهم، فيوالونهم، ويتشيعون لهم، ولا يذكرون الصحابة. وهذا مخالف للصحيح كما قلنا، فإن قلتَ: لم شرع الجمع؟ قلتُ: لبيان أن الصحابة في رتبة واحدة في فضل الصحبة. [فرع]: لا يُصلَّى ولا يُسلَّم على غير الأنبياء إلا تَبَعًا، فيقال: "اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه" أما المنفرد -من غير الأنبياء- فلا يُصلى عليه" فلا يُقال: فلان ؛ لقول الصحابي، حيث قال ابن عباس: "لا تنبغي الصلاة على أحد إلا على الأنبياء" فإن قلتَ: لم لا يُصلى على المنفرد؟ قلتُ: للمصلحة، حيث إن ذلك فيه سدُّ للذرائع، وفيه إغلاق باب المبالغة في المدح أو إعطاء أحد أكثر من حقه. فائدة: العابد: هو الذي يمتثل أوامر الله ويترك ما نهى عنه من الأفعال والأقوال الثابتة بالأدلة المعتبرة، ولا يكون مصدر ذلك: العرف والعادة عند الناس، ولا العقل وما يقتضيه.

(١٥) مسألة: يُستحب لمن أراد أن يتكلم: أن يقول: "أمَّا بَعْدُ" -بعد البسملة والحمدله والصلاة على النبي وآله وصحبه- وبعدها يذكر ما يريده؛ للسنة الفعلية؛ حيث كان يستعمل هذا الأسلوب في خطبه ومكاتباته؛ فإن قلتَ: لِمَ استُحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة، حيث إن المتكلم يُعلِم السامع أنه سينتقل =

<<  <  ج: ص:  >  >>