(وأصحابه): جمع صاحب بمعنى الصحابي، وهو: من اجتمع بالنبي ﷺ مؤمنًا، ومات على ذلك، وعطفهم على "الآل" من عطف الخاص على العام (١٣)، وفي الجمع بين "الصَّحب" و "الآل" مخالفة للمبتدعة؛ لأنهم يوالون "الآل" دون "الصحب"(ومن تعبَّد) أي: عبدَ الله تعالى، والعبادة: ما أُمر به شرعًا من غير اطراد عرفي، ولا اقتضاء عقلي (١٤)(أما بعد) أي: بعد ما ذكر: من حمد الله، والصلاة
= ما سبب الخلاف هنا؟ قلتُ: سببه: "الخلاف في الآل هل هو متوغِّل في الإبهام؟ " فعندنا: لا. وعندهم: نعم.
(١٣) مسألة: يُستحب لمن صلى على النبي وآله أن يصلي على الصحابة وهم: كل من اجتمع بالنبي ﷺ مؤمنًا به ومات على ذلك، هذا عند المحدثين؛ للمصلحة؛ حيث إن الصحابة أفضل هذه الأمة -بعد الأنبياء والرسل- وأبرُّها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأكثرها إقامة للدين، وأعلمها بمقاصد الشريعة، فمن جلب المصالح الدعاء لهم بهذا، وقد فرَّقتُ بين تعريف الأصوليين للصحابي، وتعريف المحدثين في كتاب "مخالفة الصحابي للحديث النبوي"، فإن قلتَ: لم يذكر "الصحابة" مع أنهم داخلين في عموم لفظ "الآل"؟ قلتُ: للاهتمام بهم، وتعظيم شأنهم، وهو من باب: عطف الخاص -وهم الصحابة- على العام -وهم الأتباع-، وهذا الأسلوب تستعمله العرب للاهتمام بما ذكر ثانيًا لذا ورد في القرآن في قوله: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ﴾ مع أن جبريل ﵇ داخل ضمن الملائكة، ولكنه خصصه بالذكر للاهتمام به كما قال المفسرون.
(١٤) مسألة: أهل السنة والجماعة من المصنفين وغيرهم يجمعون بين ذكرهم "الآل" و "الصحب" فيقولون: "وآله وصحبه"؛ للسنة القولية حيث قال ﷺ:"إن الله اختارني واختار لي أصحابًا وأصهارًا"، حيث إنه نكرةُ في سياق إثبات، فيكون مطلقًا، وهذا في جميع الصحابة، فيشمل قرابته كعلي وفاطمة وأولادهما وزوجاته، =