ﷺ:"أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، وخص ببعثه إلى الناس كافة، وبالشفاعة والأنبياء تحت لوائه، و "المصطفون" جمع مصطفى، وهو: المختار: من "الصفوة" و "طاؤه" منقلبة عن "تاء"(٩)، و "محمَّد"، من أسمائه ﷺ، سمي به؛ لكثرة خصاله الحميدة، سمِّي به قبله سبعة عشر شخصًا على ما قاله ابن الهائم عن بعض الحفاظ، بخلاف "أحمد" فإنه لم يُسمَّ به قبله (١٠) وعلى آله) أي: أتباعه على دينه،
= الشيء المدعو والمطلوب تجدُّده وهو:"الصلاة" التي هي: الرحمة من الله المقرونة بالتعظيم: أن يُعبِّر عنه بالجملة الفعلية؛ لكون الفعل يدلُّ على حدوث شيء لم يكن من قبل.
(٩) مسألة: النبي ﷺ أفضل الأنبياء والمرسلين المصطفين والمختارين من قبل الله تعالى؛ للتلازم؛ حيث إن إرساله إلى جميع الناس، واختصاصه بالشفاعة العُظمى، وهو: المقام المحمود الذي يحمده فيه الأولون والآخرون، وكون الأنبياء جميعًا تحت لوائه: يلزم منه: أن يكون أفضل الخلق، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ﴾، وقال ﷺ:"وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصَّة، وبُعثت إلى الناس كافَّة" وقال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذٍ. آدم ومن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر"، فإن قلتَ: لم عَبَّر بالمصطفى؟ قلتُ: لأن هذا الاسم أدلّ لفظ على الاختيار، والخلاصة: مأخوذ من الصفوة، والاصطفاء: الاختيار -كما في "اللسان"(١٤/ ٤١٣) - فإن قلتَ: لم قُلِبت "التاء": طاء، حيث أن الأصل:"مصتفى"؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن "الصاد" من حروف الإطباق -وهو: إطباق اللسان على اللهاة- فلا يستطيع الناطق أن ينتقل بسرعة من "الصاد" إلى "التاء" فقُلِبت "طاء"؛ تسهيلًا للنطق.
(١٠) مسألة: ألهم الله ﷿ عبد المطلب جدَّ النبي ﷺ: بأن يُسمّيه "محمَّدًا"؛ للتلازم؛ حيث إنَّ وَصْفَه بكونه محمودًا حمدًا أكمل من غيره، وأن حمده لربه كان قبل =