للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أَنْفُسَهُمْ} (١)، {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} (٢).

ويقوِّي ذلك قوله: "لا كفارَة لهَا إلا ذلكَ" (٣). لأن الكَفارَة لا تكون إلا عَن ذنب غالبًا والناسِي والنائم لا إثم عَليَهمَا وتعقب بأن الكَفارة تكون عَن الخَطأ كما تكون عَن العَمد، والخَطأ لا إثم عليه؛ لأن اللهَ تجاوَز عنه، والقائل: أن العَامد لَا يَقضي لم يُرِد أنهُ أخَفُّ حَالا مِنَ الناسِي بَل يقول: إنهُ لَو شُرعَ لهُ القضاء لكانَ هوَ والناسِي سَوَاء، والنَاسِي غير مَأثوم بخلاف العَامد، فالعَامد أسوأ حَالًا مِنَ النَاسي فكيفَ يسَتويان (٤).

(إِذَا ذَكرَهَا) جَعَل إذا ظرفًا للإتيان بالصَّلاة إمَّا وجُوبًا إن كانَ ذلك بلا عذر بأن نسيت بالنوم الذي تركها به كما تقدم في النوم قبيل (٥) العشَاء أو نسيت في الأمر الذي اقتضى نسيَانها وَليسَ المُرَاد الإتيان بجَميع الصَّلاة في وَقت التذكر وهوَ اللحظة اليَسيرة، بل (٦) المراد الابتداء بهَا والشروع فيهَا أو في مُقَدمَاتها عَقيبه (٧) فيقدر ذلك الظرف متسعًا يسَع التذكر (٨) والشروع المذكور عقبه.

قالَ الشيخ شمس الدين البرمَاوي مَتع اللهُ ببَقائه: وعَلى هذا


(١) الحشر: ١٩.
(٢) التوبة: ٦٧.
(٣) مسلم (٦٨٤) (٣١٤).
(٤) انظر: "الفتح" ٢/ ٨٥.
(٥) في (ص، س، ل): قبل.
(٦) في (ص، س): بأن.
(٧) في (د، س، ل): عقبه.
(٨) في (م): التذكير.

<<  <  ج: ص:  >  >>