والحديث في كنز العمال في كتاب (الزكاة) الباب الأوّل في الترغيب والترهيب والأحكام، أحكام متفرقة، الإكمال برقم ١٥٩٠٣ بلفظ: "يا أبا جذيم: إن الصدقة خمس، وإلا فعشر. . . الحديث" بلفظه، وعزاه إلى الإمام أحمد، ، وأبى يعلى، ويعقوب بن سفيان، والمنجنيقى في مسنده، وابن سعد والبغويُّ، والباوردى، وابن قانع "والطبرانى في الكبير وابن منصور" عن ذيال بن عبيد بن حنظلة بن جذيم: عن جده. والحديث في طبقات ابن سعد، ج ٧ ص ٥٠ في ترجمة (حذيم بن حنيفة التميمى) قال: أخبرت عن أبي مسعود هانئ بن يحيى، قال: حدثنا الذيال بن عبيد قال: سمعت حنظلة بن حذبم بن حنيفة. قال: قال حنيفة لابنه جذيم: اجمع لي بنيك؛ إنى أريد أن أوصى، فجمعهم وقال: قد جمعتهم يا أبتاه، قال: فإن أول ما أوصى به: مائة من الإبل -التى كنا نسمِّى المطيبة في الجاهلية- صدقة على يتيمى هذا في حَجْرته، قال: واسم اليتيم: ضرس بن قطيفة، قال: قال حذيم لأبيه حنيفة: يا أبتاه إنى لأسمع بنيك يقولون: إنما نقر بهذا عين أبينا، فإذا مات اقتسمناها وقسمنا له كنصيب بعضنا، قال: أو سمعتهم يقولون ذلك؟ قال: نعم قال: بينى وبينك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال: فانطلقنا إليه فإذا هو جالس فقال: من هؤلاء المقبلون؟ فقالوا: هذا حنيفة النعم، أكثر الناس بعيرا بالبادية، قال فمن هذان حواليه؟ قالوا: أما الذي عن يمينه فابنه جذيم الأكبر، ولا نعرف الذي عن يساره، قال: فلما جاءوا النبي - صلى الله عليه وسلم - سلم حنيفة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ سلم جذيم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما رفعك إلينا يا أبا جذيم؟ قال: هذا رفعنى -وضرب فخذ جذيم- فقال: أو ليس هذا جذيم؟ قال بلى، قال: يا رسول الله: إنى رجل كثير المال، علىَّ ألف بعير وأربعون من الخيل سوى أموالى في البيوت، فخشيت أن تفجئنى الموت أو أمر الله، فأردت أن أوصى فأوصيت بمائة من الإبل -من التي كنا نسمى المطيبة في الجاهلية- صدقة على يتيمى هذا في حجرته، قال: فرأيت الغضب في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جثا على ركبتيه، ثمَّ قال: "لا إله إلا الله، إنما الصدقة خمس؛ فإن لا فعشر؛ فإن لا فخمس عشرة، فإن لا فعشرون؛ فإن لا فخمس وعشرون، فإن لا فثلاثون، فإن كثرت فأربعون". =