والنهى عن تمنى لقاء العدو لما فيه من صورة الإعجاب والاتكال على النفس، والوثوق بالقوة، وهو نوع بغى، وقد ضمن الله -تعالى- لمن بُغِي عليه أن ينصره؛ ولأنه يتضمن قلة الاهتمام بالعدو واحتقاره، وهذا يخالف الاحتياط والحزم. اهـ: نووى بتصرف. والحديث في الصغير بلفظه من رواية البخاري ومسلم: عن أبي هريرة، ورمز له بالصحة. قال المناوي: قضية تصرف المصنف أن هذا هو الحديث بكماله، والأمر بخلافه، بل له بقية مقيدة كان ينبغي للمؤلف أن لا يحذفها، ونص البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أيامه التي لقى فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس، ثم قال في الناس -أي: خطيبا- فقال: "أيها الناس: لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف" ثم قال: "اللهم منزل الكتاب، ومجرى السحاب، وهازم الأحزاب: اهزمهم وانصرنا عليهم" اهـ: بنصه. مناوى. وبعد البحث في روايات البخاري وجدنا رواية الأصل مذكورة في المتن رقم ٣٠٢٦ أما الرواية التي أشار إليها المناوي فهي موجودة أيضًا بالمتن رقم ٣٠٢٥ فلا داعى لتعقيبه. (١) الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه كتاب (الزهد) باب: في البناء والخراب ج ٢/ ١٣٩٤ رقم ٤١٦٣ بلفظ: حدثنا إسماعيل بن موسى، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مُضَرِّب؛ قال: أتينا خبابا نعوده فقال: لقد طال سُقمى، ولولا أنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تتمنوا الموت" لتمنيته، وقال: "إن العبد ليؤجر في نفقته كلها، إلا في التراب "أو قال: "في البناء". والحديث في الصغير بلفظه من رواية ابن ماجه: عن خباب، ورمز له بالصحة. قال المناوي: ورواه أحمد، والبزار، وزاد: "فإن هول المطلع شديد" قال الهيثمي: وسنده جيد. (٢) الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب (الخلافة)، باب: إمارة السفهاء والصبيان ج ٥/ ٢٤٥ بلفظ: عن زاذان أبي عمر، عن عليم قال: كنا جلوسا على سطح معنا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عليم -لا أحسبه- إلا قال: عبس الغفاري، والناس يخرجون في الطاعون، فقال عبس: يا طاعون خذنى، ثلاثا يقولها، فقال له عليم: لم تقل هذا؟ ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يتمن أحدكم الموت عند انقطاع عمله، ولا يرد فيستعتب" فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بادروا بالموت ستا: إمرة السفهاء، وبيع الحكم، واستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، ونشو يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل =