قال الهيثمي: رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه (المسعودى) وهو ثقة، لكنه اختلط، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. (١) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه في (كتاب الجهاد والسير) باب (عمل صالح قبل القتال) جـ ٤ ص ٢٤ ط الشعب، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا شبابة بن سوّار الغزارى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء - رضي الله عنه - قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل مقنع بالحديد، فقال: يا رسول الله، أقاتل أو أسْلِمُ؛ قال: "أسلم"، ثم قاتل فأسلَمَ، ثم قاتل فقتل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عمل هذا قليلًا، وأجر كثيرًا" قال ابن حجر: وقول البراء: (أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل) لم أقف على اسمه ووقع عند مسلم من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق أنه من الأنصار، ثم من بنى النبيث -بفتح النون وكسر الباء بعدها ياء ثم ثاء- ولولا ذلك لأمكن تفسيره بعمرو بن ثابت بن ثابت بن وقش -بفتح الواو والقاف بعدها شين- وهو المعروف بأصرم بن عبد الأشهل، فإن بنى عيد الأشهل بطن من الأنصار "من الأوس" وهم غير بنى النبيث. وقد أخرج ابن إسحاق في المغازي قصة عمرو بن ثابت بإسناد صحيح عن أبي هريرة أنه كان يقول: أخبرونى عن رجل دخل الجنة لم يصل صلاة، ثم هو عمرو بن ثابت، قال ابن إسحاق: قال الحصين بن محمد: قلت لمحمود بن لبيد، كيف كانت قصته؟ قال: كان يأبى الإسلام، فلما كان يوم أحد بدا له فأخذ سيفه حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس، فقاتل حتى وقع جريحًا فوجده قومه في المعركة، فقالوا ما جاء بك؟ أشفقة على قومك، أم رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام، قاتلت مع رسول - صلى الله عليه وسلم - حتى أصابنى ما أصابنى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه من أهل الجنة". ثم قال: وروى أبو داود، والحاكم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، كان عمرو يأبى الإسلام لأجل ربًا كان له في الجاهلية، فلما كان يوم أحد قال: أين قومى؟ قالوا: بأحد، فأخذ سيفه ولحقهم، فلما رأوه قالوا: إليك عنا، قال: إني قد أسلمت، فقاتل حتى جرح، فجاءه سعد بن معاذ فقال: خرجت غضبًا لله ولرسوله، ثم مات، فدخل الجنة، وما صلى صلاة. والحديث أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب (الإمارة) باب (ثبوت الجنة للشهيد) جـ ٣ ص ١٥٥٩ ط الحلبى، تحقيق: عبد الباقي، بلفظ: "عمل هذا يسيرا وأجر كثيرًا" عن البراء. وأخرجه أيضًا الطبراني في المعجم الكبير جـ ٢ ص ٣٦٣ في ترجمة (زاذان أبو عمر عن جرير) رقم ٢٣٣٥ بلفظ: "عمل قليلًا، وأجر كثيرًا". وأخرجه البيهقي في سننه في "كتاب السير" باب: من يسلم فيقتل مكانه في سبيل الله جـ ٩ ص ١٦٧، بلفظ: "عمل هذا يسيرًا وأجر كثيرًا" عن البراء بن عازب وقال: رواه مسلم عن أحمد بن جناب عن عيسى بن يونس. وبلفظ: "هذا عمل قليلًا وأجر كثيرًا" وقال رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم عن شبابة عن إسرائيل.