ومعنى "على بزهر في الجنة" أي كما تزهر الكواكب التي تظهر عند الفجر (لأهل الدنيا) يعني يضئ لأهل الجنة كما يضئ الكوكب المنير المشرق لأهل الدنيا. اهـ مناوى. والحديث في الصغير برقم ٥٥٩٩ من رواية البيهقي في فضائل الصحابة والديلمى في مسند الفردوس عن أنس بن مالك، وقال المناوى، رواه عنه الحاكم ومن طريقه وعنه أورده الديلمى مصرحًا فلو عزاه إليه لكان أولى وقد فعل ذلك في الكبير (قال ابن الجوزي في العلل: حديثًا لا يصح) فيه (يحيى الفاطمى) متهم، وإبراهيم بن يحيى متروك. (١) الحديث في الصغير جـ ٤ رقم ٤٤٩٧ من رواية أبي بكر المطيرى في جزئه عن أبي سعيد. قال المناوى: أبو بكر بفتح الميم وكسر الطاء المهملة وسكون الياء كغيره نسبة إلى المطيرة -قرية بناحية سر من رأى- ينسب إليه جمع من المحدثين: منهم أبو بكر هذا، واسمه: محمد بن جعفر بن أحمد الصدفى المطيرى حدث عنه الحسين بن عرفة وعنه الدارقطني وغيره، كان ثقة مأمونًا، وقضية صعنيع المصنف أنه لم ير أشهر ولا أعلى منه، وإلا لما أبعد النعجة إليه، وهو ذهول عجيب، فقد خرجه أحمد، والبزار، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، وقال المناوى: في شوحه لمعنى قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إلا إنه لا نبي بعدى" يعني ينزل بشرع ناسخ لهذه الشريعة، نفى الاتصال به من جهة النبوة فبقى من جهة الخلافة؛ لأنها تلى النبوة في الرتبة ثم إنها محتملة لأن تكون في حياته وبعد مماته فخرج ما بعد مماته؛ لأن هارون مات قبل موسى بأربعين سنة، فتعين أن يكون في حياته عند مسيره إلى غزوة تبوك كمسير موسى إلى مناجاة ربه، ذكره جمع منهم القرطى قال: "وإنما إلا ... إلخ" تحذيرًا مما وقع فيه قول موسى من غلاة الروافض: فإنهم زعموا أن عليًّا نبي يوحى إليه، وتناهى بعضهم في الغلو إلى أن صار في على ما صارت إليه النصارى في المسيح، قالوا: إنه الإله، وقد حرق على من قال ذلك، فانفتن به الجماعة منهم، فزادهم ضلالًا، فقالوا: الآن تحققنا أنه الله، لأنه لا يعذب بالنار إلا الله، وهذه كلها؛ أقوال عوام جهال، سفهاء العقول، لا يبال أحدهم بما يقول فلا ينفع معهم البرهان، لكن السيف والسنان. اهـ مناوى. وحديث أبي سعيد في مجمع الزوائد جـ ٩ ص ١٠٩ فضائل على: باب منزلته - رضي الله عنه - قال: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلى: "أنت منى بهنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدى" رواه أحمد، والبزار إلا أنه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلى في غزوة تبوك: "أخلفتك في أهلى" قال على: يا رسول الله إني أكره أن تقول العرب: خذل ابن عمه وتخلص عنه، قال: "أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى؛ إلا أنه لا نبي بعدى" وفيه (عطية العوفى) وثقه ابن معين، وضعفه أحمد وجماعة.