للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر له، فقال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنهم أولُ من غَدرَ، ثم أمر بالطرق فحبست، ثم خرج وخرج المسلمون معه، فغم لأهل مكة لا يأتيهم خبر، فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام: أى حكيم واللَّه لقد غممنا واغتممنا فهل لك أن تركب ما بيننا وبين مُرٍّ لعلنا أن نلقى خبرًا، فقال له بديل بن ورقاء الكعبى من خزاعة: وأنا معكم قالا: وأنت إن شئت، فركبوا حتى إذا دنَوْا من ثنية مُرٍّ وأظلموا فأشرفوا على الثنية، فإذا النيران قد أخذت الوادى كله، قال أبو سفيان لحكيم بن حزام: أى حكيم ما هذه النيران؟ قال بديل بن ورقاء: هذه نيران بنى عمرو خدعتها الحربُ، قال أبو سفيان: لا، وأبيك لبنو عمرو أذل وأقل من هؤلاء، فتكشف عنهم الأراك، فأخذهم حرس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نفر من الأنصار، وكان عمرُ بن الخطاب تلك الليلة على الحرس، فجاءوا بهم إليه، فقالوا: جئناك بنفرٍ أخذناهم من أهل مكة، فقال عمر وهو يضحكُ إليهم، واللَّه لوجئتمونى بأبى سفيان مازدتم، قالوا: قد واللَّهِ أتينا بأبى سفيان، فقال أحبسوه فحبسوه حتى أصبح، فغدى به على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقيل له: بايع، فقال: لا أجد إلا ذاك أو (شرًا منه)، فبايع ثم قيل لحكيم بن حزام: بايع فقال: أبايُعك، ولا أُخِرُّ إلا قائمًا، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أما من قبلنا فلن تخرَّ إلا قائمًا، فلما ولوا قال أبو بكر: يا رسول اللَّه! إن أبا سفيان رجلٌ يحبُّ السماع -يعنى الشرف- فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: من دخل دار أَبى سفيان فهو آمنٌ إلا ابن خطل ومقيس بن صبابة الليثى، وعبد اللَّه بن سعد بن أَبى سرح والقينتين، فإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة فاقتلوهم، فلما ولوا قال أبو بكر يا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لو أمرت بأبى سفيان فحبس على الطريق وأذِّن في الناس بالرحيل فأدركه العباس فقال: هل لك إلى أن تجلس حتى تنظر؟ قال: بلى، ولم يكره ذلك فيرى ضعفه فسألهم، فمرت جهينةُ فقال: أى عباس من هؤلاء؟ قال: هذه جهينة، قال: مالى ولجهينة، واللَّه ما كان بينى وبينهم

<<  <  ج: ص:  >  >>