للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢/ ٥٨٢ - "عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ خَطَبَ بِالْجَابِيَةِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْه ثُمَّ قَالَ: مَنَ يَهْدِهِ الله فَلَا مضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِى لَهُ، فَقَالَ لَهُ قَسٌّ بَيْنَ يَدَيْهِ كَلِمَةً بِالْفَارِسِيَّةِ، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ الله، بَلِ الله خَلَقَكَ وَهُوَ أَضَلَّكَ، وَهُوَ يُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ الله، وَلَوْلَا وَلْثُ عَقْدٍ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الله لَمَّا خَلَقَ آدَمَ نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ فَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَأَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَمَا هُمْ يَخْتَلِفُونَ فِى الْقَدَرِ".

د في كتاب القدر، وابن جرير، وابن أبى حاتم، وأبو الشيخ، وأبو القاسم بن بشران في أماليه، وعثمان بن سعيد الدارمى في الرد على الجهمية، وابن مندة في غرائب شُعَبِهِ، وَخُشَيْشٌ في الاستقامة واللالكائى في السنة، كر، والأصبهانى في الحجة، وابن خسرو في مسند أبى حنيفة (١).


(١) الأثر رواه ابن عساكر في تاريخه ٧/ ٣٥٠ ط بيروت - تهذيب تاريخ دمشق الكبير - تحقيق الشيخ عبد القادر بدران - في ترجمة ومرويات عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبى محمد الهاشمى ثم النوفلى، من أهل المدينة، وسكن البصرة ولفظه: وعنه أيضًا - أى المترجم - أنه قال: "شهدت عمر بن الخطاب يخطب بالجابية، وثم الجائليق رأس النصارى، فلما قال عمر: من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، قال برقس، وفى لفظ: بركست بركست، ونفض جبيب قميصه كالمنكر، فقال عمر: ما تقول يا عدو الله؟ قالوا: يا أمير المؤمنين يقول: إن الله يهدى ولا يضل، قال: كذبت، بل الله خلقك ثم أضلك، ثم يميتك، ثم يدخلك النار - إن شاء الله - ولولا وَلْثٌ من عهد لك لضربت عنقك، إن الله لما خلق آدم بث ذريته في يده فقال: هؤلاء أهل الجنة وما كانوا عاملين لليمنى، وهؤلاء أهل النار وما كانوا عاملين لليسرى، وهؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه، قال: فتفرق الناس وما يختلفون في القدر".
ورواه بنحوه أبو داود، ورواه الدارقطنى، وأبو الحسن الأثرم.
والوَلْث: شئ دون شئ من عهد ليس بالوثيق (قال ابن الأثير في نهاية الغريب في حديث عمر أنه قال للجائليق: "لولا وَلْثُ عهد لأمرت بضرب عنقك".
الوَلْث: العهد غير المحكم والمؤكد، ومنه وَلْثُ السَّحَاب وهو الندى اليسير، هكذا فسَّره الأصمعى، وقال غيره: الوَلْث: العهد المحكم، وقيل: الولث: اليسير من العهد" اهـ.
انظر النهاية ٥/ ٢٢٣ ط الحلبى - باب: الواو مع اللام (ولث). =

<<  <  ج: ص:  >  >>