وقال في الحديث الذى يليه: حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا سلمة -يعنى ابن الفضل- قال: حدثنى محمد -يعنى ابن إسحاق- قال: حدثنى عتبة بن مسلم مولى بنى تميم، عن أَبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أَبى هريرة قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول. . . فذكر نحوه، قال: "فإذا قالوا ذلك فقولوا: {اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ من الشيطان". قال المحقق: وأخرجه البخارى في بدء الخلق ٤/ ١٤٩ باب: صفة إبلبس وجنوده، ، وفى الاعتصام ٩/ ١١٩ عن أنس، باب: ما يكره من السؤال، ومسلم عن أَبى هريرة في الإيمان، حديث ١٣٤ باب: بيان الوسوسة في الإيمان. إلخ، ونسبه المنذرى للنسائى أيضا. وأخرجه ابن السنى في عمل اليوم والليلة، باب (ما يقول إذا سئل عن شئ من ذلك) ص ١٨٢ رقم ٦٢٧ بلفظه من طريق أَبى سلمة بن عبد الرحمن عن أَبى هريرة قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "يوشك الناس" إلخ. (٢) الحديث في كنز العمال كتاب (الفتن والأهواء) باب: الفتن، من الإكمال، جـ ١١ ص ١٥٣ رقم ٣١٠٠٦ بلفظ: "يوشك أن تظهر فتنة لا ينجى منها إلا اللَّه -عز وجل- أو دعاء كدعاء الغرقى". وفى المستدرك للحاكم كتاب (الفتن) جـ ٤ ص ٤٢٥ قال: أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الصفار، ثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة، ثنا الحسين بن حفص، عن سفيان الثورى، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير عن حذيفة -رضي اللَّه عنه- قال: "يأتى عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغرق". وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى في التلخيص. وقال ابن الأثير في النهاية في مادة (غرق): ومنه الحديث: "يأتى على الناس زمان لا ينجو منه إلا من دعا دعاءَ الغرق" كأنه أراد إلا من أخلص الدعاء، لأن من أشفى على الهلاك أخلص في دعائه طلب النجاة.